أخبار عاجلة

يومياتى مع النجوم .. “أبوريدة – صلاح” .. وحكاية حرافيش التوت والنبوت !!

يكتبها : ياسر عبد العزيز

لست واحد من حملة المباخر ، ولا أهوى مدح شخص دون حق ، اتفقت كثيرا مع المهندس هانى أبوريدة عضو الفيفا البارز والاشهر فى تاريخ مصر الفرعونية واختلفت معه بعض الوقت .

وزاملت ” المو ” محمد صلاح قرابة أربعة أعوام فى المنتخب الاوليمبى الذى صعد الى اولمبياد لندن 2012 وحقق انجازا عربيا وافريقيا متفردا عن أقرانه من المنتخبات العربية والافريقية ببلوغه دور الثمانية تحت قيادة الكابتن هانى رمزى المدير الفنى الذى أراه هو الاخر لم يحصل على فرصة كاملة وحقيقية لقيادة أحلام الفراعنة الكبار .

كان صلاح الذى يشار له بالبنان الآن يسير تحت سفح الجبل الكروى ، وكان واحد من بين 22 لاعبا فى كتيبة رمزى ، والحق يقال : كان واعدا ومجتهدا وقريبا جدا من الله عملا وخلقا .

وكنت أشرف بالعمل منسقا اعلاميا لهذا الجيل الرائع الذى تربطنى بهم جميعا علاقات حب وود كبيرة جدا لا تنقطع ومازالت قوية بهم جميعا بما فيهم صلاح الذى نتباهى به ونفخر بإنجازاته وبطولاته وارقامه القياسية أمام الدنيا كلها .

قبل أيام من المباراة الاولى لنا فى الاولمبياد أمام راقصى السامبا البرازيلية بقيادة المرعب نيمار ، والقاطرة هالك وغيرهم من نجوم السامبا ، تفاجأنا بخطاب شديد اللهجة من بازل السويسرى عبر الفيفا .

الخطاب القنبلة كان يحذر الاتحاد المصرى لكرة القدم الذى كان يرأسه فى هذا التوقيت القدير الكابتن أنور صالح ربيب مدرسة الالتزام والانضباط بالأهلى- والذى اناديه دوما بأنور صالح سليم – من مشاركة صلاح فى المباراة ويحمل الاتحاد المصرى مسئولية تفاقم الاصابة التى قيل وقتها أنها كانت مزق فى العضلة الضامة .

وفى اليوم التالى حضر الى معسكر المنتخب المهندس هانى أبوريدة بصحبة مصطفى فهمى الذى كان يرأس لجنة المسابقات بالفيفا آنذاك ، وعرض هانى رمزى الامر على ابوريدة راعى هذا الجيل منذ تكوينه وحتى بلوغه الاولمبياد.

واتذكر يومها أن رمزى قال فى حضور صلاح الذى كان مرميا فى هذا التوقيت فى أحضان أبوريدة حبا وولعا به كرمز للكرة المصرية على الصعيد الدولى : لو صلاح غاب عن مباراة البرازيل يبقى مش هانوصل للجول يا باشمهندس والكلام كان لرمزى .

انتهت الجلسة بطبطبة من أبوريدة على كتف صلاح ، ووعدا له ولرمزى بحل الازمة مع بازل والفيفا ، وبالفعل قبل ساعات من لقاء السامبا جاء الخبر الذى اسعد المنتخبق كاملا بأن صلاح يمكنه أن يلعب فى جزء من المباراة طبقا لحالته الصحية وصدق أبوريدة فى وعده لصلاح ورمزى من خلال علاقات دولية قوية كنت شاهدا على الكثير منها .

وفى مباراة البرازيل خرجنا فى الشوط الاول بالخسارة بثلاثية نظيفة ، وكنا نلعب الشوط الاول بدون صلاح ، وبين الشوطين تلاقت رغبة صلاح مع رغبة رمزى فى ضرورة المشاركة وتم الدفع بالمو .

لامست اقدام صلاح أرض انجلتر دون أن يعلم أن الاقدار تجلبه وتقدمه وتدفعه نحو كتابة اروع قصة عشق للاعب أسطوري فى بريطانيا العظمى .

كانت هذه اللحظة هى الاولى لمو صلاح التى يشارك فيها فى انجلترا حيث كانت المباراة تقام فى مدينة كارديف المنعشة .

تألق صلاح ولفت الانظار بقوة وأبلى بلاء حسنا لدرجة ان الانجليز فى اعقاب المباراة رفعوا برانيطهم لمدة دقيقة فى مشهد اكثر من رائعة اجلالا وتكريما واحتراما لاحفاد الفراعنة الذين اوقفوا رقصات السامبا وسجلوا هدفين وخرجت المباراة بخسارة 2 / 3 لكن الشكل العام كان مبهرا لنا رغم الهزيمة .

وبعد المباراة علمت من المراقبين للاحداث بأن وفدين من تشيلسى وارسنال رصدا صلاح والننى ، وكتبت وقتها ذلك فى جريدة الاخبار العزيزة على قلبى وقلمى .

وقال المراقبون للأحداث آنذاك أن بازل ربما يكون محطة لاحتراف النجمين ، اذا ما نجحا فى مواصلة العروض الطيبة ، وبعد سنوات صدق ما كتبته فى “الاخبار” .

وانتقل صلاح من بازل الى تشيلسى وانطلق فى تجربته الاحترافية بايطاليا ثم عاد الى انجلترا وتحول الى المو المرعب ، وانتقل الننى الى بازل ومنه الى ارسنال العظيم قبل أن يصل به المطاف إلى تركيا .

انتهت الواقعة التاريخية التى كنت شاهد عليها انا وجيل كامل من اللاعبين ، الذين لى مع كل واحد منهم الكثير من اليوميات والذكريات ، وهنا تستوقفنى مجموعة من الاسئلة:

ماذا لو لم يتدخل أبوريدة بعلاقاته الدولية لحل ازمة مشاركة صلاح ؟!

هل كان صلاح سيلعب امام البرازيل وترصده كاميرات تشيلسى فى عمر صغير ؟!

وأيضا اتساءل : ما سر توتر العلاقة بين العالمى أبوريدة وابنه النجم الشهير صلاح وتحولها من علاقة أبوية الى علاقة ندية وحرب ؟

بداية والكل يعلم ذلك ، هانى ابوريدة له ايادى بيضاء على الكثير من النجوم والمشاهير وفعل معهم ما فعله مع صلاح باعتباره رمزا وقدوة للكرة المصرية فى العرب وأفريقيا والعالم ، نعم أبوريدة قدوة وقيمة وقامة نحتاج إلى نصف قرن وربما نفشل فى استنساخ ابوريدة جديد .

حكاية أبوريدة وصلاح أخذت منعطفا ليس مقبولا حاليا لدى الشارع الكروى ، وباتت تشبه حواديت التوت والنبوت بعدما قفز فى التفاصيل مجموعة من الحرافيش ، وزعوا الأدوار ، وووسعوا الفجوة .

فهذا حرفوش يستوطن منزلا إلى جوار المو فى ليفربول بشكل يزيد من سكب البنزين على النار المتأججة ، وهذا حرفوش آخر قاده شيطانه لمحاربة المو فى مجتمع السوشيال ميديا ، وذاك حرفوش ثالث لا يهمه من الوطن سوى جمع المال !!!

وبين الوجوه الكثيرة والأشكال المختلفة التى اتخذها الحرافيش يقف أبوريدة وصلاح تأهان فى رحى معركة حامية الوطيس ، معركة أراها تأخذ من رصيد وشعبية الاثنين .

وفى تخيلى أن عودة العلاقة بين أبوريدة وصلاح تحتاج الى طرد الحرافيش من تفاصيل التفاصيل ، وكسر نبوت الكراهية ، حتى لا تسقط ورقة التوت وتدفع مصر ضريبة العلاقة المتوترة !!

اللهم بلغت ، اللهم فاشهد والى لقاء فى حلقة جديدة .

عن رضا خليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37