أخبار عاجلة

ياسر عبد العزيز يكتب .. حلم ساويريس الكروى بين حاشية أغاخان وفقراء غاندى !

بقلم : ياسر عبد العزيز

ــ هل مازلنا على باقة عصر الفلوس أم للكورونا رأى آخر ؟
ــ فى تخيلى أننا الآن مازلنا على باقة اﻷنانية والفردية وعبودية الفلوس إلا من رحم ربى !
ــ فى الماضى كانت قيمة الانسان بما فى رأسه ، أما الآن أصبحت قيمة الانسان بما فى جيبه !

تخيلت أن الكورونا ستذيب تلال الجليد وتعيدنا الى الماضى الجميل ، ولكن على ما يبدو أن وحشية المادة أقوى مائة مرة من وحشية الكورونا والدليل أنه لو بعث اليوم الراحليين : صالح سليم اسطورة الاهلى أو مختار التتش نجم الاهلى القديم أو العالم اينشتين أوالكاتب برنارد شو أوالمؤلف شيكسبير ودخلوا الى مطعم شهير فى نفس الوقت الذى يدخل فيه مستشار الفوضى تركى آل الشيخ أو الملياردير نجيب ساويريس أو المليونير رؤوف غبور ، فهل يرحب” المترودوتيل ” بأساطير ومشاهير الكرة والرياضة أوالعالم أوالكاتب او المؤلف أم يتركهم واقفين ينتظرون دورهم ويسرع يعد موائده لتركى آل الشيخ مستشار خزائن السعودية أو ساويريس المليارديرالوطنى أو غبور المليونير الاراجوز ؟!

اعتقد أنه سيهمل اسطورة الكرة ونجوم الرياضة ، ويحتفل بالشيخ شلفوط والملياردير فلان والمليونير علان ، فهؤلاء المليارديرات يستطيعون أن يشتروا المطعم بما فيه من صالح سليم والتتش واينشتين وبرنارد شو وشيكسبير ، فما ينفقه الشيخ شلفوط فى ليلة واحدة على العراة أكثر مما كان يربحه المايسترو أو التتش أو شكسبير فى عدة أعوام !

وفى الثلاثينات كان يوجد فى الهند غاندى صاحب المبادئ ، والملياردير المهراجا أغاخان ، كان غاندى يمشى فى الشوارع شبه عار ، واغاخان كان من أغنى رجال العالم ، وكان اغلبية الشعب الهندى يسيرون خلف غاندى ويفضلونه ألف مرة على الملياردير أغاخان ، وكان غاندى يملك معزة ، وكان حاشية أغاخان يقنعونه بأن يوزن نفسه كل عام بالذهب أو بالماس ويقدمها هدايا ومنح وعطايا لزوم عمل استفادة خاصة لأنفسهم !

كان العصر فى تلك الايام هو عصر الروح والفلسفة والايمان بالمبادئ ، بالرغم من الازمة الاقتصادية العالمية الشهيرة آنذاك والتى كانت سببا فى ظهور ملايين المتعطلين ، تماما مثل الظروف الاستثنائية التى تمر بها الدنيا كلها فى الوقت الراهن على خلفية تفشى وباء الكورونا ، وهى الازمة التى تكشف عن معادن الرأسماليين ،وللمثال هنا فى مصر : يحسب لنجيب ساويريس مبادرته الخيرية الوطنية التى اطلقها عبر برنامج الاعلامى الشهير سيف زاهر بفضائية أون تايم عندما أعلن بصحبة نجله الطموح والمؤهل انسى ساويريس عن التبرع بمائة مليون جنيه لمواجهة مخاطر الكورونا .

وعلى عكس ساويريس جاء نموذج غبور الذى اطلق تصريحات مستفزة ومثيرة ظهر فيها وكأنه أراجوز بعدما تبعتها حملات انتقادات شعبية مسعورة ومستحقة ضده ، فى الوقت نفسه كان موقف تركى ال الشيخ مشابه لغبور و مؤسف لاصراره على أن يكون الملك فى امبراطورية الاهلى بعدما تفرغ لاطلاق بوستات فوضوية عبر منصته الفيسباوية يشيع من خلالها الفتن والاثارة بالحديث عن اللاعبين والصفقات وأنه الولد البروروووووم اللى ماجبيتوش ولادة القادر على ان يغير بوصلة الصفقات السوبر ، وان كنت ارى ان تركى ال الشيخ ليس محسوبا على رجال الاعمال المصريين !!

وأنا وإن كنت متعاطفا مع نجيب ساويريس الذى عبر عن تضامنه مع عامة الشعب من الغلابة وحبه لوطنه بمائة مليون جنيه وهى جزء من كثير يقدمه لبلده التى قال عنها أنه يحبها على وضعها ويعشق العيش فيها ، فإنه يحسب له اتخاذ هذه الخطوة الوطنية ، وفى الوقت نفسه يؤخذ عليه صرف الملايين على مجموعة من نجوم الكرة والرياضة السابقين والحاليين الذين يتناوبون ضيوفا بأجر على مشروعه الحلم ” أبراج ساويريس ” بمدينة الشيخ زايد لكى يروجون له بشكل أو بآخر فى زمن الوباء ، ﻷن الرأى العام لا يتقبل هؤلاء الضيوف فى الوقت الراهن خاصة عندما يتفرغون للحديث عن مغامرتهم الكروية وانجازاتهم الشخصية ويتناسون الوضع الصعب الذى يحدثه الكرونا فى العالم ، كان من الممكن تنفيذ ذلك فى وقت آخر لا تمر فيه البلاد بوباء !

وفى تخيلى أن بعص الحاشية التى تحيط بنجيب ساويريس من شلة المنتفعيين هم الذين ألقوا به فى منحنيات ومخاطر هذه الخطوة التى ارى أن الترويج لها ليس منطقيا ولا مقبولا فى اوقات الازمات ، والدليل حالة الاستياء العارم التى شهدتها منصات السوشيال لمجرد علم الجمهور بحجم الملايين الضخمة المصروفة على مشروع استثمارى عقارى فى هذا التوقيت العصيب .

واتمنى ألا تؤثر السياسة الخاطئة لبعض حاشية “ساويريس الاب” فى أوقات قادمة على المشروع الكروى الحلم الذى يداعب خيال نجله “ساويريس الابن ” والذى يتمثل فى تكوين جيل الاحلام الكروى وتقديمه لمصر ليدافع عن احلامها فى 2030 ويكون مؤهلا علميا من خلال تجهيزه كرويا فى نادى” zed “وعلميا فى ” جامعة zed الرياضية العالمية ” ، وهل هناك أروع من ذلك المشروع ؟! الذى لو تم التخطيط له بالشكل النموذجى وتم فصله عن اغراض الترويج للمشاريع العقارية سيؤتى ثماره على المدى البعيد .

ويحقق مكاسب مادية ومعنوية أضعاف ما تحققه المشاريع الاستثمارية الاخرى ، هو مشروع وطنى كروى عملاق ارى الاجواء فى مصر مهيأة لانطلاقة بع زوال الكورونا خاصة وأن كبير العائلة الرياضية د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة الذى فتح افاقا اكثر من مذهلة فى جلب نحو 2 مليار جنيه مصرى من عائد الاستثمارات الرياضية والشبابية فى مراكز الشباب بمختلف محافظات مصر باركه ورحب به ، ولكننى ساتخذ من تصريحات الوزير بشأن مشروع zed الاستثمارى الكروى ضرورة تقنينه والتخطيط له بالشكل الامثل .

وانا اتطرق لهذا الحديث الموضوعى عن هذا المشروع الجبار هدفى الا تكون نهايته صادمة كغيره من مشاريع الوهم الكروية وآملا فى ان يسير فى مجراه الطبيعى خاصة وانا اراه فرصة لانتزاع المواهب من جحورهم ومناطقهم النائية المهمشة التى تبتلعهم فى الكفور والنجوع دون ان نستمتع بهم ونستفيد من امكاناتهم الفطرية التى خصهم بها المولى عز وجل ولذلك كنت ارى ان كشف النقاب عن مشروع ” zed ” الكروى القومى لم يكن وقته فى زمن الكورونا خاصة وانه مشروع اذا ارتبط بأحلام الغلابة كما قال المهذب والخلوق احمد دياب العضو المنتدب للشركة الرياضية الاستثمارية فى تصريحاته لن يكون فى حاجة الى مشاهير ونجوم يرجون له ، ﻷن لغة كرة القدم وحلاوتها نشأت فى احضان الغلابة بالشوارع والحوارى والازقة واتخذت قوتها من المناطق الشعبية ، وهى مثل السمك اذا خرجت من هذه التربة المخصصة لها لن تعيش .

ببساطة شديدة ومن خلال خبراتى المتواضعة أرى أن الارض المصرية المروية بعرق الغلابة و المتعطشة للنجاح و الممتلأة بأشباه فقراء غاندى ، الارض التى خرج منها الموهوب بليله والرهيب مارادونا والخارق ميسى والظاهرة رونالدو و المذهل طاهر ابوزيد مارادونا النيل والخطيب موهبة الكرة المصرية ومحمد صلاح الفيرارى وغيرهم من اساطير الكرة فى كل مكان من المؤكد أنها ستكون قادرة على تخريج أشباههم دون أن يكلف أشباه حاشية الملياردير أغاخان ان جاز التعبير أنفسهم عناء بهرجة الميديا والقاء الذهب والماس على حلقات فضائية وهمية أبطالها نجوم انتهت صلاحيتهم وانطفأ بريقهم .

مواهب الكرة الحقيقيون أشباه طاهر ابوزيد وصلاح ومارادونا ورونالدو من الارض الجدباء الى عالم الامكانات والتربية الكروية والعلمية السليمة دون عمليات تجميل ، فالكرة متعتها أنها لا تؤمن الا بالمواهب ونجومها يدخلون القلوب بدون وساطة فقط ، هم يحتاجون للفرصة والأجواء الحقيقية للنمو ، والارتقاء .. هل يفعلها ساويرس الاب والابن ؟! اعتقد انه قادر على ذلك لو احتفظ بالاشخاص المتحمسين لهذا المشروع والمخلصين له ومن على شاكلتهم دون اللجوء الى اشكال تعيدنا الى اشباه حاشية المهراجا الهندى الملياردير أغاخان .

عن رضا خليل

تعليق واحد

  1. دكتور اسامة بيومى

    مقال اكثر من روعة فهو تجسيد لواقع مؤلم يكشف فيه النفوس البشرية الجاحدة فى وقت الازمات تحياتى الغاليه لنجم الصحافة الكروية الاستاذ ياسر عبد العزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37