العب كورة اكبر موقع رياضي في الشرق الاوسط
بقلم : ياسر عبد العزيز
العالم يشكو جحود وباء الكورونا ، بعدما استعصى علاجه على أسياد العلم والحضارة والتقدم ، لم يعد أحد يشعر بالأمان، سواء كان كبيرا أو صغيرا ، أميرا أو صعلوكا ، شابا أم شيخا ، طفلا أم كهلا ، عالما أم جاهلا !!
قد يركب الأمير طائرته الخاصة ، ويخطفه منها طائر الكورونا ، أو قد يركب انسان عادى سيارة أو أتوبيسا أو حمارا وينسفه ديناميت الكورونا ، وقد يدخل البعض مقر عمله فتصدمه إحصائية المصابين والذين رحلوا على خلفية وحش الكورونا الكاسر للمعنويات والمحطم للذات !!
فى الحروب الماضية ؛ كان عدونا واضحا ، أما الآن فنحن نواجه عدوا أعمى البصر والبصيرة ، يصيب الجالس على الكرسى ، والماشى فى الشارع ، والنائم فى فراشه ، الحامل للكحول ، والمتحصن بكمامته ؛ ولا نمتلك وسيلة للدفاع أو للمواجهة الا رفع أكف الضراعة للمولى عز وجل ، لكى يحفظنا ويرفع عنا الوباء والبلاء والغمة ، الوباء الذى جعلنا نشاهد آية من آيات الله ونراها رؤية العين وهل هناك أصعب من أن يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه !!
هذا الوباء الأعمى الذى يفسد طعم الحياة للناس الآمنين هو “مولود شرعى” لحصائد أنفسنا ، هو كائن أخرجه الله من مناطق الجحود والطغينة والكراهية والبغضاء التى كست قلوبنا و أجسادنا وغطت على مربعات ودوائر المرؤة والجدعنة والطيبة والإنسانية التى خلقنا بها الله !!
لا تتعجبوا كثيرا من قسوة جندى ، بعثه الله الينا لكى يؤدب العالم بأسره ، يتحكم في أسياده ، ويستبد بالجبابرة ، ويبيع ويشترى كيفما يشاء الله ، كأن رؤوساء و ملوك وقياصيرة وأمراء الدنيا كلها ؛ قد ماتوا ، وأصبح هذا المبعوث الالهى وارثها الوحيد !!
ونحن نقاوم الوباء ؛ انما نحمى أطفالنا ،وأولادنا ، وأحفادنا الأبرار من الفيروسات ، التى تخرج من أنقاض قلوبنا القاسية ، حاملة فى ايديها مدافع و مسدسات فيروسية مرعبة و قاتلة للبشرية الا من رحم ربى !!
تخيلوا ؛فى هذا الوقت الاستثنائي من عمر البشرية ، مازال بين ظهرانينا أناس يفكرون بأحذيتهم ، يتعاملون بغرض ومرض ، يحاصرونا بغسيلهم القذر عبر قنوات فضائية مملوكة للدولة المصرية ، يتراشقون بالألفاظ السوقية ، ويؤججون نيران الفرقة بين الناس !!
وإذا كان العالم كله مشغول بمعركة البقاء والوباء ؛ فإننى أرى أن رواد هذه القنوات” الحمراء والبيضاء” التى تخطت قلوبهم القاسية كل خطوط الانسانية الحمراء ، أشد فتكا بنا من وباء الكورونا !!
رأيت أن واجبى الاخلاقى والمهنى ، يدفعنى أن أكتب عن هذا الوباء الفضائى ، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، متمنيا أن تلقى الحكومة المصرية بقيادة د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ود.اسامة هيكل وزير الإعلام المختص والمجلس الأعلى للاعلام نظرة على هذا الوباء الفضائى الأشد خطرا من وباء الكورونا .. اوقفوا هذه المهازل وشمعوا هذه الابواق ، عسى الله أن يرفع عنا الوباء الأكبر عندما نطهر ألسنتناوقلوبنا وأبواقنا !!
