أخبار عاجلة

ياسر عبد العزيز يكتب : بين ” أوسكار طبيب الغلابة”.. ومادية يهودية نيمار !!

بقلم : ياسر عبد العزيز

قبل ثماني سنوات ؛ التقيت ببنت يهودية تدعى مازي ، كانت تعمل منسقا للمنتخب الاوليمبى المصرى بتكليف من اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن ٢٠١٢ ، وكنت منسقا إعلاميا لجيل محمد صلاح الاوليمبى الذى ابهر الانجليز !!

طلبت مازي مجموعة من التقارير عن المنتخب ونجومه لنشرها فى مجلة الاولمبياد ، فأعددتها لها على أكمل ما يكون ، وقبيل مواجهة المنتخب الاوليمبي مع نظيره البرازيلي بأيام ؛ طلبت منها المساعدة فى عمل حوار صحفى مع النجم الأشهر نيمار ؛ ففاجأتنى : وكم تعطينى ثمنا لذلك !!

ضحكت ؛ فوجدتها ترد عليا قائلة: علمتني أمي أن الوقت له ثمن ، وأن اى شئ تكلفني به يجب أن تدفع لى مقابله !!

هذه الطريقة فى تعليم الأطفال من وجهة نظري ، هى التى أدخلت المادية فى نفوس أشباه مازي ومن على شاكلتها فى المجتمعات الأوروبية؛ فأصبحت إذا سألت أوروبيا عن حاله قال لك : أنني أشعر كأنني مليون دولار ، فهو يتصور أن المليون دولار هو الصحة وهو السعادة وهو قمة ما يصبو إليه الإنسان !!

ونحن لا نريد أن تدخل هذه الروح المادية فى قلوب اطفالنا من الأجيال القادمة بعدما استشرت فى مجتمعاتنا إلى حد كبير ، نريد أن نعلمهم أنهم ممكن أن يقوموا بأعمال كثيرة بغير أن يتقاضوا عليها أى ثمن ، ممكن أن يساعدوا ضعيفا ؛ أو أن يقيموا ساقطا على الأرض، أو يواسوا حزينا بغير ثمن !!

الارض الجميلة التى انبتت طبيب الغلابة د.محمد مشالى الذى فارق عالمنا وسط ضجة عالمية كبري وتناولت تصريحاته كل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وهو يبكى ويبوح بأسرار عشقه لحب الآخرين والعمل بلا مقابل تنفيذا لوصية والده وهو على فراش الموت بأن يكون نصيرا للغلابة قادرة على أن تنبت الكثير من الأطفال أشباه الطفل محمد مشالى الذى نفذ وصية والده فصار حديث الدنيا كلها وسلطانا على قلوب الغلابة وسوطا على القاسية قلوبهم !!

إن أجمل ما فى بلادنا العاطفة الحلوة التى تربط الأب بإبنه ؛ والابن بأمه ؛ والاخ بأخيه ، هى التى تجعل الواحد منا يشعر بأنه إذا ضحى – على ذكر أجواء عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا بالخير – فى سبيل من يحبه فإنه يشعر بسعادة لا يتخيلها الذى يتصور أن السعادة هى مليون دولار !!

والحمد لله ؛ انا شخصيا فى حياتي التقيت بسعداء كثيرين ؛ أعطوا بغير مقابل ، قدموا خدمات بغير ثمن ، قاموا بتضحيات بغير أن ينتظروا جزاء !!

أعرف أصدقاء فقدوا ثرواتهم فى ضمانات لأصدقاء آخرين ، ولم يندموا فى يوم من الأيام أنهم ضحوا بكل ما يملكون من أجل إنقاذ صديق أو مريض أو محتاج !!

كانت فى بلادنا أشياء جميلة جدا ، حاولت المدنية الحديثة والمادية السامة أن تقضى عليها ؛ فمزقت الراوبط الحلوة ، وحطمت العلاقات الجميلة ، وجعلت البعض منا يقلد الخواجات ؛ فلا يعطى الا بثمن ولا يساعد الا بمقابل !!

الملاك د.مشالى حفر اسمه بحروف من نور على قلوب الدنيا كلها لان عاش ومات حبيبا للغلابة

د.محمد مشالى طبيب الغلابة رحمه الله رحمة واسعة حصل على اوسكار الغلابة وسيطر على قلوب الدنيا كلها وترحم عليه العالم لأنه نفذ وصية والده الإنسان !!

اثبت د.مشالى أن الحضارة ليست فى الملابس ، ولا فى المادية ، ولا فى اكتناز الذهب والفضة ، ولا فى المعدات الطبية الجبارة ؛ ولا فى بهرجة المتمدينين ، ولا فى الطائرات vib عابرة القارات التى يستقلها الأمراء والملوك ورجال الاعمال ؛ وإنما الحضارة الحقيقية فى المشاعر الإنسانية الجميلة عندما نعطى ولا نأخذ وعندما نحب ولا نطلب ثمنا لهذا الحب !!

شكرا طبيب الغلابة لأنك أحييت فى مجتمعنا المتحجر صفات نبيلة ؛شكرا لأنك أيقنت فى أرضنا صفات المروءة والجدعنة وحب العمل بلا مقابل ؛ شكرا لأنك ايقظت فينا صفات كلنا فى أمس الحاجة إليها !!

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37