العب كورة اكبر موقع رياضي في الشرق الاوسط
تقرير يكتبه : ياسر عبد العزيز
عندما زرت لبنان لأول مرة منذ فترة بعيدة وصفته بأنه بلد صغير برجال كبار !! ولا أعرف ماذا جرى للرجال الكبار الذين رأيتهم فى تلك الأيام ، بعضهم ماتوا ، وبعضهم قتلناه وبعضهم انتحروا ؛ وبعضهم ماتوا وهم على قيد الحياة ، وبعضهم دفناهم أحياء !!
نحن الجناة والمجنى عليهم ؛ القتلة والورثة ، المسئولون عن النكبة وضحيتها فى نفس الوقت .. وعندما يجئ أولادنا واحفادنا ويقرأون تاريخ هذه الأيام سوف يتصورون أننا كنا أمة من المجانين !!
من الذين قرروا إشعال النيران فى اجمل بيت فى الشرق الأوسط ، ليحولوه إلى خراب ، ويجعلوا من سطحه الدور السفلى ، ومن الدور السفلى الدور العلوي ؛ لا يمكن لاسوياء أن يفعلوا ببيت الجمال والطبيعة الخلابة !
المشهد المرعب الذى تابعته فى بيروت عبر وسائل الإعلام هزنى بعنف ؛ الانفجارات المدوية ؛ صراخ الأشقاء فى كل مكان ببيروت ؛ الدموع التى هزمت محافظ بيروت مروان عبود ؛ تشعر وكأنها دماء ذرفت منه وهو يتحدث عن الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية ، وقوله أن الانفجار “يشبه ما حصل في هيروشيما وناجازاكي !!
الانفجارات التى حولت اجمل بيت للعرب إلى بيروتشيما هى مأساة بكل ما تحمله الكلمة من ألم وجراح وآهات ، خاصة وأنه جاء قبل ثلاثة أيام من صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري !!
من أشعل النيران فى البلد الجميل ، كانت ميزة أهل لبنان أنهم إذا غضبوا أخرجوا مسدساتهم ثم اطلقوها فى الهواء ، وبعد لحظات يتعانقون ويتبادلون القبلات ..جميع الطوائف والأديان كانت تجتمع فوق جبل من الحب فى لبنان !!
ماذا جري فى بيروت ؟ من أسكت الوجوه الضاحكة وأحزن القلوب البيضاء وامسك بالشفاه اللذيذة التى ظلت تتغنى بأغاني الحب وقصائد شعراء الغزل ؟!
كيف تتحول أرض السلام والتعمير إلى أرض للتفجير والتدمير.. كيف تتحول بلد الحب إلى بلد المفرقعات والمتفجرات ؟!
والغريب أن كل هذا الدمار الذى يلاحق لبنان منذ زمن ليس بقريب لا يجعلنى أيأس ..اننى اتوقع أن يقف لبنان على قدميه كما كان، يعود جميلا كما كان .. ثقة منى فى شعب لبنان !!
