أخبار عاجلة

ابراهيم ربيع يكتب .. مصرع” التيكي تاكا ” فى لشبونة !!

بقلم : إبراهيم ربيع

باستاد النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة.. وقع حادثان تاريخيان كبيران وكأن كرة القدم تشارك العالم حداثه الكبيرة والخطيرة فى عام ٢٠٢٠

اندحر برشلونة أيقونة اللعب الجميل فى العالم بغزوة ألمانية عن طريق البايرن وبثمانية أهداف.. النتيجة «٨/٢ « كبر من وصفها بالهزيمة..

هى اندحار فعلا لفريق اكتسح الألقاب فى السنوات العشر الأخيرة لكنه تآكل يوما بعد يوم واستغرق كثيرا فى نظيرية تأمين ميسى
لانتصاراته حتى أهمل كـل خطوطه .

ولـم يتحمس لتعويض نجوم كبار تركوه مثل أنيستا وتشابى وبيدرو
وتركوا فراغا فى خط الوسط استحال ملؤه.

ثم لم يعيروا خط الدفاع أى انتباه وهو المخترق كثيرا حتى
فى المباريات السهلة وبالتحديد فى عمقه.. كل هذا لم يلتفتوا إليه إيمانا بأن ميسى يعوض كل النقائص .


لدرجة أنهم فى برشلونة أيضا استسهلوا التعاقد مع مدربين محدودى الكفاءة آخرهم كيكى سيتين الذى صدر قرار باقالته بعد الفضيحة التى وصفها بيكيه بالعار الذى تكرر من قبل مطالبا بتغييرات واسعة فى النادي.

وما يثير قلق عشاق البارسا بذلك قبل زلزال بايرن ميونيخ واليوم سيجد مبررا لأن يتحول الهمس إلى صراخ فى وجه من تركوه وحده يتحمل مسئولية التفوق فى الملعب .


الحـادث الثانى الكبير هو مصرع الـ«تيكى تاكا»، على يد الريخ الألمانى فى عملية خاصة مدروسة حاصرت هذه الطريقة البراقة التى أذهلت العالموحققت الانتصارات المدوية واستحال تقليدها فى
أى بقعة من العالم.. إلا فى الليلة «الظلماء»، شديدةالـسـواد فى ستاد الـنـور.

حيث ظهر بايرن ميونيخ مقتبسا الـ«تيكى تاكا»، من صاحب الاختراع وانتزعمن برشلونة الاستحواذ.. وربما يسعد ذلك فى الفرق المنافسة لبرشلونة لكنه بالتأكيد لم يسعد الجماهير العريضة التى رأت أن أداء البارسا هو «تاج»، المتعة فى عالم كـرة القدم وأن من خلاله «صـغـرت» كل الفرق المنافسة وبدت كأنها تلعب كرة قديمة.

فإذا بالتيكى تاكا تلقى مصرعها فى حادث تاريخي.. وما دامت قد ماتت فإن صاحبها ظهر بالتالى صغيرا أمام البايرن الرهيب الذى صعد للمربع الذهبى وأصبح فى عين الخـبـراء والجمهور والإعـــلام المرشح رقم واحد للصعود إلى منصة التتويج.

وكما يعرف كل الكرويين فى كل انحاء العالم أن «الألمان»، نظرية كروية معقدة.. اذا كانو سيئين كرويا فى مرحلة ما فإنهم لا ينسحبون من دائرة المنافسة بأى حال من الأحوال.. وإذا كانوا جيدين ومستعدين لا يقف أمامهم منافسين ولا قبل لأحد بصد اقتحامهم
وكأنهم فرقة عسكرية فـى بـدايـة الحــرب العالمية الثانية.

ويعرفون أيضا أن الماكينات مبرمجة ومنظمة وديناميكية ولو اجتمع لها الإرادة مع الروح مع التنظيم يكون المنتج مكتملا حتى فى جمال الأداء.. ولقد فهم الألمان أن التيكى تاكا فى برشلونة تعجز عندما تواجه خصوما يلعبون باندفاع بدنى وبسرعة فائقة وبضغط قاسى جـدا قريب من كل لاعـب

وذلك مثلما حـدث أمام ليفربول وأتلتيكو مدريد حيث تفوقت القوة والسرعة والقسوة على فنون الكرة الناعمة.. وزاد الألمان على ذلك أنهم قرروا تفكيك التيكى تاكا فى مهدها أى من أول لاعب وهو حارس المرمي.

فجاء الضغط العالى نموذجيا وقاتلا حتى أصبح خروج برشلونة من أرضه عملية مجهدة وصعبة وفاشلة ثم خطيرة بكثرة قطع الكرة والانفراد والتسجيل ٨ مرات.

قرر الألمان «التسرب» كالماء فى جنبات التيكى تاكا لو أفلتت من الضغط العالي، فظهر لاعبو برشلونة إما متجمدين فى مراكزهم أو «عائمين» فوق أعين لاعبى البايرن يستطيعون التقاطهم فى أى وقت أو اغراقهم واجبارهم على تمريرات مقطوعة تتحول إلى احتياج هجومى بين فكر كماشة من الجناحين فريشيتيتش وكيميش وتحت رحمة تحركات مثالية لمولر وليفاندوفسكي.

ولم يكن خط وسط برشلونة مؤهلا فنيا وبدنيا وذهنيا ليوقف عملية القتل. فهو خط غائب منذ فترة طويلة وزاد غيابه أمام خصم لا يرحم ولا يريد أن يكتفى بمجرد الفوز فقط.. ولم يكن المـدرب كيكى مؤهلا لإدارة معركة بهذا النوع الثقيل وهو الـذى فشل مـرارا وتكرارا فى المعارك الخفيفة.


كـــان الألمــــان يـضـغـطـون بـقـسـوة عـنـد إمـتـلاك برشلونة للكرة وبدون أخطاء فى معظم الحالات..وكانوا يحاصرون ميسى عن بعد وعن قرب.. كيف ذلك؟


عندما يستحوذ برشلونة على الكرة كانت أعينهم تتركز فى محاولة ايصال الكرة إلى البرغوث.. يمنعون عنه الإمـــداد.. واذا أخفق المنع ووصلت الكرة إلى ميسى كان الحصار القاسى فى انتظاره.

كان البايرن شرسا إلى درجة الافتراس ومنظما إلى درجة الدقة وخاليا من العيوب الفنية ومتوقدا ذهنيا ومكتملا بدنيا بفضل عودته المبكرة بعد جائحة كورونا.

مقابل فريق ناعم لم يأخذ درسا من موقعته التاريخية مع ليفربول
وصراحة ميسى عندما قال بعد رباعية يورجن كلوب أنه وزملاءه فوجئوا بالاندفاع البدنى الذى لا يحبونه ولا يحسنون التعامل معه.

وعندما أراد برشلونة أن يقلد البايرن ويستخدم الضغط العالي، جاء الضغط ناعما أدى إلى نتائج عكسية حيث سهل الافلات منه والوصول أسرع إلى المرمى بتمريرات أقل .

وعندما أراد برشلونة أن يخضع للأمر الواقع ويدافع لم يستطع أيضا الـدفـاع لأنـه لم يتعود على التعرض المستمر للهجوم بكل الألوان والأشكال. كان الألمان كالعاصفة وكان البارسا كأوراق الشجر فى الخريف.

نقلا عن الأخبار الورقي

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37