أخبار عاجلة

” طواحين هولندا “.. أبطال من ورق !

بقلم: أحمد منتصر

ظهر المنتخب الهولندي بنسخة يمكن وصفها بالهزيلة خلال بطولة يورو ٢٠٢٠ ، وبصورة عامة ، جماهير كرة القدم العالمية دائما ما تكون في حالة إشتياق لمشاهدة متعة كروية معهودة يشتهر بها منتخب الطواحين الهولندية على مر التاريخ.

رغم أنه ليس من المنتخبات حاملة البطولات والألقاب ، إلا أنهم كانوا دائما أصحاب لون وبصمة مميزة في كرة القدم.. بحراس عمالقة ، ومدافعين يمتزج فيهم القوة والمهارة معا ، ولاعبو وسط ملعب أفذاذ لديهم مجهود وفير ومهارة عالية ومساهمة هجومية فعالة ، ورؤوس حربة من الطراز التاريخي ، وأجنحة سريعة مهارية تعرف طريق الشباك.. من أجل كل هذا يظل اللون البرتقالي الخاص بقميص المنتخب الهولندي يحظى بحب جميع عشاق كرة القدم ولا يختلف أحد على حبهم ودعمهم والرغبة في مشاهدتهم..

إلا أن أحلام الهولنديين خاصة وجماهير الكرة عامة بدأت أن تتبخر بعد رحيل رونالد كومان عن تدريب المنتخب الهولندي ، والذي كان يسير على الطريق الصحيح لعودة شخصية المنتخب الهولندي المعهودة رغم عدم إمتلاكه لجيل بنفس قوة أجيال هولندا السابقة وتحديدا خلال العقدين من ١٩٩٠ وحتى ٢٠١٠. لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن نجوم وحاملي لواء المنتخب الهولندي في خطوط الملعب الثلاث حاليا هم :-

  • ماتياس دي ليخت في خط الدفاع
  • جورجينو فينالدوم في خط الوسط
  • ميمفيس ديباي في خط الهجوم

الأسماء المذكورة عبارة عن مدافع ميزته الوحيدة تقريبا عن باقي المدافعين متوسطي المستوى هو صغر سنه ، ولاعب وسط متواضع المستوى لا يمتلك المهارة أو السرعة أو الرؤية ، ولكنه فقط يمتلك مجهود وفير ومساهمة متوازنة بين الشقين الدفاعي والهجومي ، وهما صفتين يمكن لهما أن يتوفرا في مئات لاعبي وسط الميدان في العالم ، وأخيرا مهاجم كسول بطئ الحركة والتفكير يمتلك فقط بعض المهارة ولا يمكن أن تراه إلا إذا قمت بتوصيل الكرة إلى أقدامه وهو في مكانه وأبعدت عنه كل مدافعين الخصم تاركا له مساحة للتسديد ، في هذه الحالة فقط سيمكنك رؤية ميمفيس ديباي أو في حالة تسديده لركلة جزاء.. فهل هذه الأسماء كافية لحمل لواء الهولنديين ؟! شخصيا لا أعتقد ذلك ، ولهذا السبب أكن إحتراما كبيرا لرونالد كومان الذي تمكن من صنع شخصية لهذا المنتخب بمثل هؤلاء اللاعبين..

ولعل أفضل ما قدمته هولندا للعالم خلال هذه البطولة هو الظهير الأيمن “دينزيل دومفريس” الذي أثبت جودة وكفاءة كبيرة وتحديدا في طريقة اللعب بثلاث قلوب دفاع وترك الحرية لظهيري للجنب ، قدم أداءا ثابتا خلال جميع مباريات البطولة وأظهر شخصية وقدرة هجومية كبيرة.

تحقيق هولندا للعلامة الكاملة خلال دور المجموعاع بفضل القرعة التي جمعتها بثلاث منتخبات يمكن تلقيبها بالضعيفة ، جعل الكثير من متابعي البطولة يتوقع مضيهم قدما بخطى ثابتة نحو المربع الذهبي ، ولكن ظهر الوجه الحقيقي للمنتخب الهولندي في أول محطة حقيقية – ليست حتى بالقوية – أمام المنتخب التشيكي.. ليثبت هذا الجيل من هولندا أنهم “أبطال من ورق” ، وتظهر شخصيتهم الهزيلة ويتورط أحد أهم لاعبيهم “ماتياس دي ليخت” لطرد مهين جعل المهمة أسهل كثيرا على المنتخب التشيكي المنظم الذي لم يجد منذ تلك الدقيقة أي صعوبات لإقصاء المنتخب الهولندي..

هولندا تحتاج لإستعادة هويتها وشخصيتها الكروية ، وللحديث بقية عن باقي المنتخبات الأوروبية الكبيرة وما قدموه خلال بطولة يورو ٢٠٢٠.. إنتظرونا وتابعونا..

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37