أخبار عاجلة

إلى ابن كتالونيا البار وصديق الطفولة: وداعًا يا بيكيه!

زياد ياسر

الوداع يا بيكيه!

من المحزن أن تكون هذه النهاية، نهاية أكثر مدافع أحببته في تاريخ برشلونة وأكثرهم استمرارية في الملعب وأفضلهم – في رأيي – من النواحي الفنية، ولكن كانت النهاية حتمية وضرورية بل وتأخرت كذلك!

أذكر حينما كنت طفلًا وشاهدت ذلك الفتى الصغير قادمًا من مانشستر يونايتد فوقعت في حبه سريعًا، فهو المدافع القادر على البناء من الخلف بصورة لم نعهدها كثيرًا في وقتها، كما أنّه مميز في الواجبات الدفاعية والكرات الهوائية وغيرها من الأمور، بالنسبة لي كان المرجعية والدليل على أنّ برشلونة مختلف، حتى دفاعه مختلف!

واستمر بيكيه معنا، عاش مجده الشخصي مصاحبًا لمجد برشلونة، كان نجمًا في الدفاع والعنصر الثابت وسط متغيرات كثيرة، سواء بوجود كارليس بويول ثم خافيير ماسكيرانو ثم صامويل أومتيتي ثم كليمون لونجليه ورونالد أراوخو والقائمة تطول!

نعم تراجع أحيانًا، أخطأ كثيرًا، لكنّه كان دائمًا موجودًا، ولم يحظ أبدًا بالتقدير الكافي، ففي موسم 2018-2019 كان أفضل مدافع في أوروبا بعد فيرجيل فان دايك، ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح ولم يتذكره أحد بما فيهم جمهور برشلونة!

خارج الملعب كان مدافعًا عن الفريق، لن أنسى أنّه أول من وافق على أن يكون كبش فداء الخسارة من بايرن ميونخ بثمانية، لن أنسى أنّه من فضح صحفيي جوسيب ماريا بارتوميو قبل أن تثبت الأدلة بعدها أنّه كان محقًا.

ولن أنسى أنّه من وعد بعودة تاريخية ورباعية ضد ميلان لفريق لم يسبق أن عاد من خسارة خارج الأرض بثنائية، ولن أنسى احتفال “مانيتا” بعلامة الخماسية مرتين ضد ريال مدريد، لن أنسى ما فعله كثيرًا لأجل برشلونة وحبه في الفريق يشفع له أي تراجع في الأداء أو أي مباراة سيئة!

بيكيه اعتزل كرة القدم لأنّه أقسم ألا يلعب لفريق آخر سوى برشلونة، والتزم بقسمه عكس أخرين، اعتزل بعد أنّ كان نجم الدفاع في فترة كومان ولم يشكره أحد، قام بموسم رائع قبل إصابته ولم يمنحه أي أحد فضل، ساهم في فوز برشلونة القاتل على إشبيلية ولم يتذكره أحد، وحينما قدّم مستوى سيئًا للغاية ضد إنتر وجد هجومًا يسعى لمحو كل ما قدّمه في تاريخه!

بيكيه أصبح صيدًا سهلًا مثل غيره، يتم التضخيم من أخطائه حينما تحدث ويتم التجاوز عن إبداعاته رغم كثرتها، فرحل في صمت وقرر حتى ألا يكمل الموسم، ولتكن وداعيته حارة!

انتهت رحلتي من أحد نجوم طفولتي، ويبدو أنّ الزمن غدار لدرجة أن بقية النجوم القليلة المتبقية في هذه الرحلة على وشك الأفول ومعها ستتغير شكل اللعبة كلها في نظري دون شك!

وداعًا بيكيه، كنت خير الصاحب وخير المدافع وخير الكتالوني المخلص لبرشلونة، سامحت هفواتك وعيوبك لأن ما فعلته لبرشلونة لا يمكن أن ينسى!

الوداع يا صديقي!.

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37