أخبار عاجلة

فاروق جعفر فى حوار ل ” العب كوره ” : “مونديال ٢٠٢٢ ” مالهوش صاحب !

■” تعظيم سلام ” لقطر تنظيميا ..و”عفوا” أيها المحليين والمعلقين .. وأهلا بالعهد الكروي الجديد

■ التوقعات حصلت على إجازة .. والدفاع كان سلاحا للانتصار ..والعجوز عاد شابا

■ فرنسا صعدت للنهائي بأفكار مغربية .. والضعفاء تحولوا إلى أقويا .. وحكم الساحة عاد سيدا لقراره !

■ميسي رجل المونديال .. ونيمار ضحية نظرية قديمة .. وهذا هو” الفارس” المنتظر !

أجري الحوار :
ياسر عبد العزيز

فاروق جعفر أسطورة مصر الكروية وأحد أبرز المواهب الفذة المحفورة فى ذاكرة ووجدان عشاق الساحرة المستديرة ، مر بكل مراحل النجومية منذ التحاقه بمدرسة الفن والهندسة بقلعة الزمالك ومرورا بتواجده الدائم كعنصر فعال ومؤثر فى مسيرة المنتخبات القومية .

حتى وهو مدرب وصل إلى قمة الهرم التدريبي بتوليه مسئولية المنتخب الوطنى الأول فى أحدى الفترات، هو الآن واحد من أهرامات التحليل الكروى ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم العربي ، ويمتلك جعفر موهبة فى التحليل تضاهي موهبته عندما كان يداعب الكرة وينتزع آهات الإعجاب من قلوب الجماهير ، فاروق جعفر أو ملك النص أو أوناسيس فتح قلبه وعقله للعزيزة ” الأخبار ” فى حوار مونديالى تحدث خلاله عن المونديال العربي الذى أبهر الدنيا كلها وقلب فيه كل الاوراق الملتهبة وتحدث بصراحته المعهودة وجرأته التى لا يخفيها وكشف عن نقاط لم تكن واضحة .. وجاء الحوار على النحو التالى :

  • فى البداية نرحب بك يا كابتن على صفحات” الأخبار سبورت ” .
    _” الأخبار ” هى عشقي منذ بدايتي الكروية وصاحبة فضل كبير عليا ولها فى قلبي مكانة خاصة فلا أحد يعلم أن الراحل العظيم الكابتن عبد المجيد نعمان شيخ شيوخ النقد الرياضي ورئيس تحرير الشباب والرياضة بالاخبار الأسبق كان له دور كبير فى تقديمي واكتشافي لمجرد سماعه اننى موهبة جاء بسيارته إلى منطقتي فى المنيرة بالقاهرة وسأل عليا وقدمنى من خلال كتاباته قبل أن تبدأ مسيرتى فى قلعة الزمالك .. وانا سعيد جدا بتجربة ملحق” الأخبار سبورت ” لما يقدمه من صحافة نوعية مختلفة أعادت للصحافة الرياضية الورقية بريقها وهيبتها وسط سيل الوسائل الإعلامية الحديثة واستثمر فرصة وجودي وابعث بتحية خاصة لقيادات الأخبار برئاسة الكاتبين الكبيرين احمد جلال رئيس مجلس الإدارة وخالد ميري رئيس التحرير وتحية للعاملين على هذا العمل الصحفي الممتع .
  • نريدك أن تلخص لنا المونديال العربي فى كلمات معدودات ؟!
  • مونديال مالهوش صاحب من الناحية الفنية..مونديال مجنون ومثير وممتع ..مونديال جعل التوقعات خارج الخدمة وحطمها تحطيما.
  • وماذا عن رؤيتك بشكل عام ؟
  • من ناحية التنظيم لا نمتلك سوى أن نقول : تعظيم سلام لقطر الدولة الشقيقة التى شرفت العرب قولا وفعلا وابهرت العالم بروعة التنظيم وعظمة الضيافة ..قطر حطمت كل الثوابت التى ظلت تمثل مخاوف كثيرة لصناع القرار فى الفيفا ، و أثبتت نسخة قطر أنه كلام غير مجدى وأكدت عمليا أن إقامة المونديال فى منتصف الموسم أفضل مائة مرة من إقامته نهاية الموسم، وكذلك الأمر فى الحديث عن أماكن الاستادات حيث كان يشترط الفيفا ان يبعد كل استاد عن الاخر مائتي كيلو متر ، ولكن التجربة القطرية أكدت أنه يمكن اقامة كل الاستادات علي مساحة مائة كيلو متر ونجحت التجربة وكانت سهلة للغاية للجماهير والمنتخبات .
  • وماذا أيضا يا كابتن؟!
  • بالنسبة لفنادق واقامة المنتخبات كان يشترط الفيفا أنه لابد ان تكون الفنادق متباعدة لكل مجموعة ومنفصلة للمنتخبات ولكن مونديال قطر اثبت عكس ذلك والدليل أن كل الجماهير كانت مقيمة في نفس الفنادق ولم تحدث حادثة واحدة تعكر صفو البطولة وكذلك المنتخبات .
    كما كان يؤكد الفيفا على أنه يجب السماح ببيع الكحولات داخل الاستادات وهذا لم يحدث فى مونديال المبادئ العربية وتم منع بيع الكحولات بحرم الاستادات ونجحت التجربة ولم يعترض احد ولم نري مسطولا واحد لا داخل ولا خارج الاستاد ..يحيا مونديال المبادئ العربية الذى انتصر لكل ما هو عربي أصيل بما فى ذلك مناهضة المثلية القذرة حتى أن الفيفا نفسه أصدر قرارات رادعة بتجريمها ومعاقبة من يحاول تنفيذها أو الترويج لها .
  • وماذا عن رؤيتك الفنية؟
  • مونديال قطر جاء مجنونا والتوقعات فيه كانت خارج الخدمة فهو حطم كل التوقعات ..السعودية قهرت التانجو الأرجنتيني .. وتونس هزمت فرنسا ، والاثنان وداعا المونديال مرفوعان الرأس وسلما الراية إلى أسود المغرب الأبطال الذين كتبوا تاريخا مجيدا للعرب ولبلادهم فى المونديال ، فبعد اقصائها للماتدور الأسباني أعطت درسا قاسيا لرفاق رونالدو وقهرت البرتغال .
  • ما هو سر بزوغ نجم المغرب ؟!
  • الركراكى نجح فى تحقيق المعجزة بالطريقة الدفاعية التى لعب بها الراحل الجوهرى والارجنتينى كوبر مع منتخب الفراعنة فى أوقات سابقة ، أثبت أن الدفاع هو سلاح الفوز والمكسب ، ساعده على ذلك وجود خامة من اللاعبين أصحاب القدرات الفردية والصفات الارادية ..وكذلك كرواتيا لم تكن ضمن المصنفين ومع ذلك تألقت وتقدمت فى المونديال .
  • وما هى الظواهر التى لفتت انتباهك ؟
  • المونديال أثبت أمورا كثيرة منها : أن الدفاع صلاح المكسب وأن المنتخبات التى اعتمدت على الهجوم سقطت مثل البرازيل ، نعم نيمار ورفاقه كانوا ضحية نظرية جار عليها الزمن وهى الهجوم خير وسيلة للفوز والدفاع ، وقد استفادت فرنسا من درس السامبا القاسي عندما لعبت أمام المغرب فى الدور قبل النهائي بنفس سلاحها وهو الدفاع ونجحت فرنسا فى التغلب على المغرب بنفس السلاح المغربي.. وظاهرة التألق اللافت لميسي والذى لعب بقوة فريق كامل فى مواجهة كرواتيا ، ميسي هو من صنع الفارق مع التانجو..لا يوجد ما يقال عن إمكانات ميسي، في آخر 15 عاما، إنه على الأرجح أفضل لاعب في العالم، مجددا كان جيدا للغاية وخطيرا..لقد صنع الفارق في الإمكانات لصالح الفريق الأرجنتيني، كان لديه هذه القدرات المتفجرة والبراعة الفنية في الأداء، إنه ميسي الحقيقي الذي توقعنا رؤيته”..كما أن مونديال قطر وضع حدا وحدودا لتجاوزات الفار حيث لم يكن حكم الفيديو متسيدا وشاهدنا مواقف كثيرة لحكم الساحة لا يهتم بقرار حكم الفيديو ..وكذلك المونديال يعتبر بداية لعهد جديد فى اجمالى الوقت الضائع الذى تجاوز العشر دقائق وهذا يعني اننا بصدد حقبة جديدة لن يكون فيها مجالا لإضاعة الوقت ..ونفس الوضع بالنسبة للالتحامات القوية والمشروعة دون قرارات عكسية من التحكيم الذى كشف الأدوار التمثيلية لبعض اللاعبين ..واذا كان الدفاع سلاح للفوز فإن القوة والسرعة أيضا تفوقتا على المهارة ..مونديال قطر شهد ظواهر كثيرة إيجابية تنظيميا وفنية وانا شخصيا اعتبره أفضل نسخة مونديالية على مدار التاريخ.
  • أعجبني مصطلح أن التوقعات كانت فى أجازة خلال المونديال ..ماذا تقصد بذلك خاصة وأن السباق فى النهاية انحصر بين عملاقين كبيرين هما فرنسا والأرجنتين؟
  • أقصد لم يتوقع احد السيناريوهات المجنونة التي حدثت في كأس العالم 2022، البطولة أظهرت تقاربا فنيا كبيرا بين معظم المنتخبات، في كثير من المباريات”..من كانوا يصنفون سابقا بأنهم الطرف الأضعف مثل منتخبات آسيا وأفريقيا، أظهروا شخصيتهم، وقدموا أداء كبيرا في هذه النسخة من المونديال ..على سبيل المثال فوز منتخب اليابان على ألمانيا وإسبانيا، وفوز السعودية على الأرجنتين، وتونس على فرنسا، وأيضا فوز الكاميرون على البرازيل، كلها نتائج لم يتوقعها أحد، لكننا كمحبين لكرة القدم تسعدنا مثل هذه المفاجآت ..البطولة تعتبر مثالية وأفضل نسخة لكأس العالم، سواء من حيث التقارب في المستوى بين المنتخبات، أو توقيت إقامتها في منتصف الموسم الرياضي، إضافة إلى قرب المسافة بين الملاعب ..إقامة البطولة في المنطقة العربية كانت فرصة ذهبية لنا كعرب لإظهار ثقافتنا، وأخلاقنا، لذلك تُعد تجربة استثنائية من جميع النواحي
  • وماذا عن رأيك فى الاستوديوهات التحليلية للمونديال وتقييمك للمعلقين على المباريات ؟!
  • طبعا النقل وخلافة جاء من خلا تقنيات هى الأحدث ولكن كان من الأفضل أن يتم تقسيم أدوار المحلليين عقب كل مباراة ، فلم يكن مفيدا للمتلقيين ترك حرية الحديث لكل المحلليين عن المنتخبين المتنافسين وكان الأفضل أن يتحدث كل اثنين عن منتخب لأن ذلك يمنح المتلقي ثقافة كاملة ورؤية غير منقوصة فى التحليل والنقد .. كما اننى ارى أن التعليق لم يشهد جديدا فهو كان مجرد استنساخ لمفردات رنانة سمعناها كثيرا واصابتنا بالملل من كثرة تكرارها ، وكان من الأفضل أن يكون هناك تجهيز أعلى من ذلك لهذا الحدث التاريخي للعرب ، كنت أرى ضرورة حصول المعلقين على “كورسات ” للظهور بنيولوك جديد مع تخصيص كل معلق بعدد من المنتخبات لكى يقدم للمتلقي معلومات جديدة ورؤية مختلفة ولكن هذا لم يحدث .. فى تخيلي أن المونديال الذى ابعر العالم تنظيميا وفنيا وشرفنا نحن العرب أصيب بالضعف فى ملفي التحليل والتعليق مع احترامي وتقديري للجميع ولكن هذا رأي .
  • أخيرا .. من تتوقع أن يفوز بالكأس ؟
  • للأمانة الكفة متساوية ، وسيتوج بهذه النسخة الأكثر جدية وتركيزا ، والنهائي فى الغالب يكون بين بطلين ولكن لكل مناسبة ظروفها .. ولكن على المستوى الشخصي كأس العالم قطر 2022، الأفضل للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في سجل مشاركاته بالبطولة، مشيرا إلى أنه يستحق الفوز باللقب ، لما قدمه في هذه النسخة، إنه رائع في معظم المباريات، وهو رجل المونديال.. شاهدوا ماذا فعل في الهدف الثالث للأرجنتين بشباك كرواتيا، إنه رائع فنيا ويقدم نفسه بدنيا بصورة مميزة رغم عمره ..هذه كانت أفضل مباراة للأرجنتين في مونديال قطر، وما فعله ميسي شيء كبير للغاية وهو بعمر 35 عاما، ويلعب وكأنه بعمر 19 عاما، فقد راوغ لاعبا الفارق بينهما بالعمر 15 عاما ..ميسي يستحق لقب كأس العالم، وما قدمه في هذه النسخة لم يقدمه أي لاعب آخر، ويجب الإشادة بالمدرب سكالوني والمنتخب الأرجنتيني، وبكل تأكيد ميسي يستحق الأفضل في العالم وفى الوقت نفسه لابد أن نشيد بمنتخب فرنسا ولا نستهبن به خاصة وأنه يضم كوكبة من النجوم الابطال الذين يلعبون كرة جماعية نموذجية يمتلكون الإصرار والقوة والسرعة والمهارة .. اعتقد ان النهائي سيكون ناريا ومثيرا وممتعا بالمونديال سوف يبتسم للفارس الذى يستحقه ..دعونا ننتظر .

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37