بقلم: ياسر عبد العزيز
بحثا عن المزيد من المكاسب لإعداد العدة الأولمبية من خلال تجاربه الآسيوية ، وبعد خوضه لوديتين مهمتين مع الإمارات ثم استراليا ؛ يلتقي المنتخب الأوليمبي لكرة القدم مع نظيره السعودية الثلاثاء فى ودية ثالثة ببطولة غرب آسيا الدولية الودية تحت 23 سنة .
وهى البطولة التى تقام فى ضيافة السعودية بمدينة الأحساء ضمن استعدادات الفراعنة للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 بينما يستعد منتخبات غرب آسيا لخوض منافسات امم آسيا المؤهلة للأولمبياد والتى تقام الشهر المقبل فى قطر .
وكان المنتخب الأوليمبي المصري قد استهل مبارياته بالبطولة بودية قوية فاز فيها على الإمارات بهدف عالمي للمهاجم بلال مظهر ، ولكن فى ثاني تجاربه أمس صادفه سوء حظ غريب فى مباراته أمام استراليا بالدور قبل النهائي للدورة الودية ، بينما خسر السعودية من كوريا الجنوبية بهدف نظيف .
فعل أحفاد الفراعنة بقيادة مدربهم البرازيلى القدير و العبقري ميكالى كل شئ فى منافسهم الأسترالي بالتجربة الثانية بدورة غرب آسيا ، وتلاعبوا به على مدار شوطي المباراة ، وقدموا فاصلا رائعا من فنون كرة القدم الراقية فى الهجوم المنظم من الاجناب والعمق والدفاع القوي السريع الذى لا يمنح المنافس فرصة للاحتفاظ بالكرة .
وتباري أحفاد الفراعنة فى إهدار الفرص التي سنحت لهم والتى كانت كفيلة بحسم المباراة لمصلحتهم بنتيجة كبيرة لكن الحظ وحدة كان عاملا محوريا فى انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل 1 / 1 .
رفاق الموهوب ابراهيم عادل كانوا الأفضل والأكثر استحواذا وأحرزوا هدفهم فى الوقت الاصلى من جملة متفق عليها سدد من خلالها محمد شحاته الرجل الخطير فى منطقة العمليات قذيفة سكنت الشباك ، بينما أحرز منافسهم الأسترالي هدفه من ركلة جزاء فى الوقت الاصلي .
ولجأ الفريقان إلى ركلات الحظ الترجيحية من نقطة الجزاء والتى كانت غريبة جدا بسبب سوء أرضية الملعب الذى حولته الأمطار إلى بركة من الماء حيث أهدر الفراعنة أربعة ركلات لو تمت إعادتهم مائة مرة لن يهدروها للاعبين الكبار الذين خانهم الحظ وهم : ابراهيم عادل واسامة فيصل وعمر الساعي واحمد عيد بينما أحرز كريم الدبيس .
مشهد ابراهيم وفيصل والساعي وعيد ابرز أبناء هذا الجيل وهم يهدرون ركلات حظهم لم يدفعني لتصديقه الا مشاهد سابقة شاهدت فيها اساطير الساحرة المستديرة يهدرون أيضا فى لعبة الحظ على مدار تاريخها للمثال لا الحصر : بلاتيني ومارادونا وميسي ورونالدو ومحمد صلاح ؛ وحتى انا عبقرينو الصحافة الرياضية أهدرت ركلات جزاء فى عمر الصبا وانا العب لفريق مدرسة ملوى الثانوية العسكرية و لمنتخب شمال الصعيد !!
فى المقابل أهدر المنتخب الاسترالى 3 ركلات وأحرز اثنين لتنتهي المباراة الدرامية لمصلحة المنافس الاسترالى 2 -1 فى أغرب ركلات ترجيحية.
السيناريو الغريب والعجيب لركلات الحظ كان من أهم وأبرز إيجابياته هو ميلاد جديد للحارس الشجاع والمتألق حمزه علاء الذى سبق وفاز بلقب احسن حارس فى بطولة أفريقيا المؤهلة للأولمبياد .. كما أنه درس على أبناء هذا الجيل التعلم منه جيدا والاستفادة من سلبياته حتى لا يتكرر فى مناسبات رسمية كبري خاصة وأنهم جيل يتوسم فيه المصريون بإعادة صياغة التاريخ الكروي فى أولمبياد باريس .
التجارب الآسيوية فى مجملها حملت دلالات على أن مصر تمتلك جيلا قويا ومدربا قديرا هو البرازيلى ميكالى المدير الفني وصاحب ذهبية ريودى جانيرو مع منتخب بلاده .
خرج ميكالى صائد الذهب الأوليمبي من التجربة الاماراتية ومن بعدها الأسترالية بمكاسب عديدة أبرزها تجربته للاعبيه الأساسيين فى أكثر من مركز خلال سير المباراة وللمثال لا الحصر ، فقد لعب اسامة فيصل فى لقاء استراليا تحت رأس الحربة بدلا من مركزه الأساسي كمهاجم صريح ، وشاهدنا قطة يلعب فى وسط الملعب ، وحسام عبد المجيد يهاجم وبلال مظهر يدافع .
ويبدو على ميكالى فى التجارب الآسيوية انشغاله الشديد بما ينتظره من تحديات فى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 لذلك فهو يعمل على كل السيناريوهات ولا يسيطر على فكره سوي تجهيز لاعبيه والاطمئنان عليهم طبقا لرؤيته ومنهجهه الذى لديه قناعات كاملة بأنه كفيل بقيادة هذا الجيل الموهوب إلى تحقيق الذهب الأوليمبي شرط الالتزام الخططي التام وملازمة الحظ لهم .
ويحسب لميكالى الذى يمتلك من الامكانات والقدرات الفنية ما يؤهله الى قتل الحظ لو كان هذا الحظ رجلا أنه نجح فى غضون سنة تقريبا فى صناعة جيل من لا شئ ، هذا الجيل الذى يزينه كوكبة من المواهب يتقدمهم : ابراهيم عادل وفيصل وميسي وقطة وصابر وكوكا وجهاد وشحاته وعيد والدبيس وحمدى والساعي وطارق وفايد وعبد المجيد وبلال وحواش ؛ جيلا معروفا بالاسم وصاروا يدافعون حاليا عن أسماء انديتهم فى عالم الأضواء .
واذا كان يحسب لميكالى صناعة هذا الجيل وقيادته إلى أولمبياد باريس فإنه يجب على هذا الجيل استثمار الفرصة جيدا بوجود هذا المدرب البرازيلى القدير والمخضرم لتحقيق حلم المصريين ورد الجميل باحراز ميدالية أولمبية خاصة وأن المدرب البرازيلى يعزز وجوده حالة الدعم اللامحدود من الدولة المصرية متمثلة فى د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ومجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام والمتابعة اللحظية من المحارب محمد بركات المشرف على المنتخب .
إضافة إلى ذلك الجهد الرهيب المبذول من أفراد الجهاز المعاون فى مختلف المناصب سواء تياجو المدرب العام أو الكابتن عادل مصطفي المدرب المساعد وهو المنصب الذى كان يشغله الكابتن وائل رياض المدير الفنى الحالى لمنتخب الشباب .. والكابتن سيد السويركي مدرب حراس المرمي وهو المنصب الذى كان يشغله الكابتن عصام الحضري الذى يدرب حراس سوريا حاليا .
وباقي أفراد الجهاز : ليوناردو مدرب الأحمال وجواو محلل الاداء و محمود حرب مدير المنتخب الدينامو ود.طارق سليمان رئيس الجهاز الطبي ومساعده د.صلاح عاشور مستشار الإصابات والعلاج الطبيعي وخالد سرحان المترجم ومحمد عبد الحكيم واحمد شوقي فى التدليك وعيد سليمان وعلاء سعيد فى المهمات ؛ وأخيرا العبد لله فى منصب المنسق الإعلامي واتشرف بأفراد كل هذا الجيل أن شاء الله الذهبي فى باريس 2024