بقلم : ياسر عبد العزيز
استمعت كمواطن مصري إلى جلستي لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب بشأن الاستجوابات التى تقدم بها أعضاء المجلس الموقر بشأن ما وصفوه بالمخالفات وملفات الفساد فى الجبلاية ، ولمست حرص النواب على ممارسة دورهم الرقابي من خلال حماسهم فى تناول وعرض الاستجوابات .
ولكن فى الوقت نفسه لم اتوصل إلى ملف واضح أو قضية فساد بعينها كي اسلط عليها الأضواء أو اكتب عنها مخاطبا الرأى العام ، فمعظم ما جاء فى الجلستين لم يتجاوز منطقة الحماس والاسترسال فى عرض ملفات جار عليها الزمن كقضية صفر المونديال .
وإليكم أبرز النقاط التى تم عرضها والتى حملت بطبيعتها أسئلة فرضت نفسها أبرزها : أين الفساد يا سيادة النائب ؟!
١- ملف صفر المونديال الذى حصلت عليه مصر فى ٢٠١٠ أعادت لجنة الشباب والرياضة برئاسة محمود حسين فتحه من جديد فى جلسة لمناقشة استجوابات تقدم بها ” نواب مجلس ٢٠٢١ “ضد ما وصفوه بفساد ” الجبلاية فى ٢٠٢١”
ذلك رغم أن كل المسئولين عن صفر المونديال بداية من الوزير الاسبق د.على الدين هلال ومرورا بنائبه د. طلعت جنيدى ودهشام عزمي رئيس الملف لا وجود لهم على الساحة الرياضية حاليا كما أن المسئولين عن كرة القدم فى الوقت الراهن ” احمد مجاهد ولجنته الثلاثية ” لا يوجد من بينهم أى أسماء شهدت هذا الملف الأزمة .
٢- النائب اسامة الاشموني وله منى كل التقدير والاحترام ، بدا منفعلا ، وهو يتناول بين الحين والآخر ، جرعة مياه خلال توجيهه قذائف واتهامات متلاحقة إلى هاني أبوريدة بالفساد دون أن يذكر لنا ما هى هذه الاتهامات أو أين اماكن الفساد وملفاته ؟
كما لفت نظري صرخة النائب إلى د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة حيث أشار النائب إلى الكابتن حازم إمام وقال بصوت جهور : متى سيحصل النجم حازم إمام على فرصته وكأنه لا يعرف أن الكابتن حازم إمام الموجوده فوق المنصة كان عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة المستقيل مع أبوريدة !!
٣ – التوصيات التى أعلنها البورسعيدى محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ضد فساد هاني أبوريدة بلدياته على حد وصفه ، تضمنت تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات عن مخالفات صفر مونديال ٢٠١٠ الذى لا علاقة لهانى أبوريدة به من قريب أو بعيد .
كما استنكر محمود حسين فى بداية كلامه التدخلات الدولية واصفا اياها بالفزاعات وتفاجأنا به فى ختام كلامه يعلن احترامه للمواثيق الدولية والاولمبية دون أن يكشف لنا أسرار” الاستنكار والاحترام” فى آن واحد !!
اخيرا ؛ كنت اتمنى أن يعرض لنا النائب محمود حسين نقاط واضحة وملفات فساد مدعومة بالأرقام ومخالفات دامغة بالأدلة والبراهين حتى نشارك اللجنة الإجهاز على الفاسدين وملاحقتهم وقطع رقابهم !!
كنت متعطشا إلى سماع تفاصيل ملفات الفساد التى تلاحق هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذى لأنه الوحيد الذى خرج مرفوع الرأس من وسط أكوام وتلال الاتهامات التى أصابت كل أقرانه بالفيفا فى قضية الرشاوى والفساد الشهيرة التى قادت بلاتر رئيس الفيفا المخلوع ورفاقه إلى بئس المصير !!
تمنيت انا اسمع خطة واضحة المعالم من رئيس لجنة الشباب والرياضة حول تطوير كرة القدم كي نعيد مثلا بناء وتكوين جيل على غرار جيل الفرحة الذى كونه الاسطورة حسن شحاته المدير الفنى السابق للمنتخب تحت قيادة إدارية ضمت الراحل سمير زاهر رئيس الاتحاد الأسبق وشريكه فى النجاح هاني أبوريدة نائبه آنذاك ، عندما تحققت الثلاثية القارية المعجزة بفوز مصر بثلاث دورات افريقية متتالية تحت قيادة فنية للمعلم حين شحاته !!
كنت اتمنى أن أسمع مقترح يرسم لنا خطة نحصل بها على تنظيم المونديال بدلا من البكاء على أطلال صفر غير مستحق حصلت عليه مصر منذ عشرات السنين ، كل المسئولين عنه انزوا تحت التراب أو بعيدا عن الاضواء !!
وكم تمنيت انا ارى تصور هادف يكرر لنا إنجاز الصعود إلى المونديال مثلما فعلها أبوريدة رئيس اتحاد الكرة السابق ورفاقه فى ٢٠١٨ !!
كنت اتمنى ومازلت اتمنى ولدي يقين بأن بلادى التى انبتت صناع التاريخ والحضارة والعباقرة قادرة على صناعة المستحيل ولكن بالعقل والمنطق والحجج والبراهين ..ويبقي السؤال الحائر الذي انتظر اجابته من نواب لجنة الشباب والرياضة : أين فساد الجبلاية يا سيادة النائب ؟!
بانتظار الاجابة !!