أخبار عاجلة

ياسر عبد العزيز يكتب .. 《مجاهد نيولوك 2024 》على 《 باقة التغابي》.. 《فلسفة ولاد الاصول》 تكسب《 المرة دى》

بقلم : ياسر عبد العزيز

باقة التغابي التى بدا عليها المهندس احمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة المصري السابق فى حواره الفضائي الممتع مع الكابتن احمد شوبير هى أفضل بكثير من باقة الذكاء .. لأن التغايي الذى أقصده هو مرحلة تفوق الذكاء وتعادل العبقرية .

وهنا التغابى غير الغباء، لأنه يبنى على عبقرية و ذكاء أما الغباء فهو عتمة العقل وانطفاء المصابيح والحيرة الباحثة عن حيلة!

كثيرون هم الذين تغزلوا فى التغابى إلى درجة المديح ؛ فالمفكر الشهير سلامة موسى كان يقول لتلامذته «تغابوا.. تفهموا» .

وقال لى الراحل العظيم بالنسبة لى الحاج عبد الرحمن أبو المكارم الذى ظل الرجل الأول والأقوى بلا منافسة فى محافظة المنيا مسقط رأسي فى إحدى حواراته معي وأنا فى بداية السير نحو جبل النجاح فى مهنة الصحافة «حافظت طول اشتغالى بالسياسة على فضيلة التغابى فحافظت على مركزى»!

وكتب ذات مرة عمنا الراحل العظيم مصطفى أمين: الغباء من الرذائل والتغابى من الفضائل! ورد الأستاذ محد حسانين هيكل بأحد حواراته ردا على سؤال محاوره : هل تتغابى للحصول على معلومة؟ قائلا : التغابى تكتيك ذكاء!

وبشكل عام لا يوجد فى علم السياسة مادة صريحة تنصح بالذكاء أوالغباء ولكن هناك «مواقف تفرض عليك اختفاء ذكائك وبروز التغابى والتغافل» كما يقول كينسجر أحد دواهى العصر فى السياسة : إن التغابى فلسفة لا تكلفك شيئاً، عليك فقط فى الحياة «أن تشترى أكثر مما تبيع» وهى عبارة وردت فى رواية لألبيرتو مورافيا الروائى الإيطالى حيث ينصح البطل أن يكون «مستمعاً أكثر ومتحدثا أقل»!

ويقول أولاد البلد فى حواراتهم اليومية «خد منه على قد ما تقدر، واعمل عبيط» وفى موضع آخر يقولون «ماتعملش فكيك»! إنها الدعوة للتغابى بأسلوب حياة ولكنه نفس المسار أى التغابى أسلوب حياة ، وفى حوار روائى لعمنا إحسان عبدالقدوس تقول البطلة «تغابيت وتغافلت، ففهمت كل شىء دون عناء»!

اذن فلسفة التغابى هى نعمة لمن يمتلكها لأنها كأسلوب ومنهج حياة يحافظ «على حالتك المزاجية» ويجنبك «اللف والدوران» ويحميك من «صداع البحث بمشقة»..التغابى درس فى الفلسفة فرضته حياتنا وطريقة للهروب من الجدل العقيم، نعم لم يعد الذكاء نعمة على طول المدى، فالحياة المعقدة فرضت أن تتغابى وليس أن نكون أغبياء، فرضت علينا ألا نجهر بالذكاء ونجيب الديب من ديله».

وفى حواره الشائك والملغم مع الإعلامي الناجح احمد شوبير جمع احمد مجاهد فلسفة الساسة وأولاد الاصول أو أولاد البلد خاصة عندما أجاب بحصافة شديدة عن نيته الترشح لرئاسة اتحاد الكرة المصري التى حرك أجوائها النائب احمد دياب رئيس رابطة المحترفين فى حوار سابق مع الصقر احمد حسن عندما قال دياب صراحة وبدون مقدمات بأنه يفكر فى الترشح لرئاسة اتحاد الكرة على قائمة لم يذكر منها سوى نائبه المحتمل النجم والصديق عماد متعب .

مجاهد نيولوك 1924 كان مقنعا ورائعا فى إجاباته مع شوبير أيوب الكرة المصرية عندما أعادنا وكل المراقبين للأحداث إلى مربع أولاد الأصول قائلا : فيه أقدمية ، ومعايير وثوابت لن اقفز فوقها، منها التشاور مع أرباب الإدارة الكروية واستطلاع آرائهم وعلى رأسهم الرمز المهندس هاني وأبوريدة أقدم عضو بالمكتب التنفيذى للفيفا ومرجع كرة القدم المصرية والأب الروحي لها .

https://www.facebook.com/share/v/6NP7NtHytwMpVz4h/?mibextid=CmRSLE

وواصل مجاهد كلامه الحلو قائلا : فيه كمان حضرتك يا كابتن شوبير وفيه الحاج محمود الشامي وفيه الأستاذ جمال علام ، لابد أن أعرف أولا نيتكم من الترشح لأنه – والكلام لمجاهد – لو أن سيرتي الذاتية تسمح لى وتؤهلنا للترشح لن أقدم على هذه الخطوة دون الرجوع لكل هؤلاء ..دي أصول ، وليس من المعقول أن يتولى رئاسة اتحاد الكرة شخص لم يظهر على الساحة سوى من عامين ، ولا يوجد له سيرة ذاتية ، رئاسة اتحاد الكرة لن تكون بالباراشوت ، هذا أمر ترفضه عمومية الجبلاية .

وكان احمد مجاهد منصفا وعقلانيا إلى أبعد الحدود عندما حاصره شوبير بسؤال واضح وصريح ؛ هل ستترشح فى حالة وجود هؤلاء الذين ذكرتهم وكان جوابه : فى حالة ترشح المهندس هاني ابوريدة باسمه وتاريخه فى مصر و الكاف والفيفا أري أن على الجميع أن يقوموا بتزكيته احتراما لتاريخه ، وفى حالة ترشح اى من الأسماء التى ذكرتها ، لن اترشح احتراما لهم ، لحضرتك كنت نائبا وانا عضو ، والشامي أقدم منى ، وجمال علام كان رئيسا للجبلاية وانا عضو ، لذلك لن اترشح فى هذه الحالة !!

واعجبني أيضا اعلان مجاهد مساندة التوأم حسام وإبراهيم حسن وميوله إلى المنتج الوطنى وعلى رأسه الحكام باعتباره هو من أعاد الحكام الوطنيين إلى مباريات القمة خلال رئاسته الاتحاد وكان مجاهد منكرا لذاته عندما تحدث عن تجربة نجاح البرتغالى كيروش مع المنتخب وإعادته لكبرياء الفراعنة فى غابة أفريقيا كما كان واعيا عندما ذكر محاسن الاسطورة حازم إمام بقوله أنه ضعيف أمام اسم حازم إمام.

https://www.facebook.com/share/v/V9u5oqDggwsVY1qE/?mibextid=CmRSLE

حوار احمد مجاهد مع شوبير من وجهة نظري كان مثمرا لكل من يبحثون عن إصلاح وصلاح كرة القدم المصرية وأراه وجبة دسمة تحمل الدروس والحلول وتعكس أمرا بات واقعا وهو أن مجاهد كادر إداري كروي يمتلك من الحكمة والتجارب والسيرة الذاتية ما يجعلنا نعتز به ونفخر بصداقته ، يكفيه أنه ربيب ثلاثة مدارس من أعظم ما أنجبت كرة القدم المصرية فى قطاع الإدارة وهم : اللواء حرب الدهشوري متعه الله بالصحة والعافية والكابتن سمير زاهر رحمه الله والمهندس هاني ابوريده حفظه الله .

ولم تكن الرسائل الضمنية التى حملها حوار مجاهد مع شوبير الا نوعا من فلسفة التغابي التى صار على باقتها مجاهد وتألق فى تجسيدها ،فقمة الذكاء أن تتغابى فى زمن قد لا يعترف إلا بالأغبياء! والتغابى فى كل الأوقات يجعل منك شخصاً غبياً، والتغابى كتكتيك ذكى له توقيته وظروفه، فالتغافل عن الصغائر يجب ألا نعطيه أهمية وقد قال ابن حنبل «تسعة أعشار حسن الخلق فى التغافل»!

ومن أبرز هذه الرسائل الضمنية التى حملتها لنا فلسفة مجاهد فى التغابي ، أن إدارة كرة القدم لن يتولاها مراهقا فى الإدارة وعقارب الزمن لن تعود لمربع الهواة فى زمن الجمهورية الجديدة التى أرسي قواعدها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لن يقبل أن يحكم كرة القدم هاو أو شخص ولد ولادة قيصرية وجاء عليها بالباراشوت .تحيا مصر بالكفاءة والعلم والتجارب والعمل .

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37