أخبار عاجلة

ياسر عبد العزيز يكتب : “مصرى أصيل ” يحرر الكاف بنظرية السيسي

بقلم : ياسر عبد العزيز

أن تتعامل مع الأفارقة أمر طبيعى ، ولكن أن تحولهم إلى حلفاء وأصدقاء ومحبين ومدافعين عن قضاياك ، فهذه أمور تحتاج لوقت طويل ، واختبارات صعبة ، ولقاءات مكثفة ، وعلاقات ربما تستمر لسنوات وتفشل ، ليس هذا عيبا فى الأشخاص ، ولا تقليلا من الأفارقة، وإنما هى طبائع وطبيعة بشر مختلفين ، يحتاجون لكثير من الجهد لتطبيعهم وتطويعهم نظرا للسمات الشخصية المتباينة والمختلفة بينهم .

واذا نظرنا إلى موقف مصر من أفريقيا بعد ثورة يونيو المجيدة ، نجد أن ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى شيئا خارقا ، فقد نجح زعيم ثورة يونيو باقتدار ، فى زرع الأمل ، وإعادة الوصال ، واستبدل الهجر بالثقة المطلقة ، التى جعلت الأفارقة يختارونه عن قناعة لرئاسة الاتحاد الأفريقى ، فى قفزة نوعية تاريخية أعادت أفريقيا كلها إلى أحضان مصر أم الدنيا ، وحدث ذلك فى زمن قياسى ، وبعد فترة قليلة من بلوغ السيسى سدة الحكم فى مصر ، وهنا تكمن القدرات الخاصة التى يتمتع بها البطل الذى يحمل الخير لمصر ولكل البلاد الصديقة .

نظرية الرئيس السيسى :

الإنجاز القارى غير المسبوق للرئيس السيسى كان نقطة انطلاق للقيادات المصرية الواعية والوزراء الوطنيين من الكفاءات فى مختلف المجالات ، منهم من استثمرها جيدا وسار على نهجها ، فاستمر وتالق فى فكر القائد الأعلى، وبعضهم حالت قدراتهم المتواضعة على مواصلة السير ، فتعثروا ، وسقطوا فى وسط الطريق، وأصبحوا فى دائرة النسيان .

من بين الوزراء الواعين و الوطنيين والكفاءات برز اسم د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ، الذى ضرب مثلا عمليا رائعا فى السير على خطى قائده العظيم عبد الفتاح السيسى ، فكانت النتيجة تألق وازدهار وتوهج ونجاح فى معركة القرن الكروية بالملعب الأفريقى.

تألق د.أشرف صبحى :

نجح د.اشرف صبحى من خلال وعيه الكامل لنظرية السيسى ، فى التعامل مع الأفارقة باقتدار وحكمة ، وسطر مجدا جديدا ومشرفا ، فى معركة نقل مقر اتحاد كرة القدم الأفريقى “الكاف ” من مصر، لم يستسلم اشرف صبحى مثل أقرانه السابقين للحملات الضخمة ، التي قادتها ومولتها دول معادية ، كانت تخطط لنقل مقر الكاف من مصر على مدار ٦ سنوات ماضية ، صمد د.أشرف صبحى وامتص بحكمة ووعى كل الضربات الشرسة فى صمت رهيب ، درس الملف الخطير من كل الجوانب وحدد أهدافه وجمع كل خطوط اللعبة مستعينا ببعض الأشخاص الذين يمتلكون خبرات إفريقية ودولية .

مخطط حياتو وفلوله :

وأزمة مقر الكاف مفتوحة منذ سنوات بعيدة وبالتحديد منذ ولاية الداهية الكاميرونى عيسى حياتو لرئاسة الكاف ، وقبل عامين من قدوم احمد احمد رئيس الكاف الحالى ، أراد حياتو نقل مقر الكاف ، واختمرت الفكرة فى رأسه العنكبوتية ، بعد شعوره المبكر بموقف مصر المناهض له فى الانتخابات السابقة التى انتهت برحيله وفوز منافسه احمد احمد .

أراد حياتو تأديب مصر فنال الجزاء وبئس المصير ، ورغم رحيله عن سماء الكاف ؛ إلا أن الرجل الداهية كان له أنصار ومريدين وفلول ، استمروا فى محاولات لا تتوقف ، من أجل تحقيق طموح كبيرهم ، الذى علمهم لغة ، وفنون اللعبة ، على مدار ٣٠ سنة ، كان فيها حياتو الحاكم الأوحد لجمهورية الكرة فى القارة السمراء .

الخديو محمد كامل :

وازداد مطلب نقل مقر الكاف من مصر ، مع توقيع المحكمة الاقتصادية غرامة تقدر بنحو ٦٠ مليون دولار، فى القضية الشهيرة التى أقامتها شركة برزينتيشن المصرية الوطنية إبان رئاسة المفكر والشاب الوطنى محمد كامل لها ، على خلفية حقوق تسويقية وفضائية وتجارية أثبت محمد كامل خديو التسويق والرعاية بوعيه وقدراته العقلية التسويقية صحتها وكسب القضية .

لم تفلح محاولات المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة السابق آنذاك ، فى التصدى للخطوات التنفيذية التى قادها رجال وفلول حياتو بالكاف نظرا لانشغال خالد عبد العزيز بأمور أخرى ، زادت الرياضة المصرية وجعا على اركام أوجاعها ، إضافة إلى أن خالد عبد العزيز كان مكسورا فى محاولاته ، مع دخول قطر داعما رئيسيا للتيار المطالب بنقل المقر من مصر ، وذلك بسبب علاقات الود التى كانت مفتوحة بينه وبين القطريين فكانت كل مخططاته دائما تبوء بالفشل .

وبالفعل استمر التيار التابع لحياتو ومن خلفه قطر المناهضة لمصر فى مخططهم ، لنقل مقر الكاف من مصر ورحل خالد عبد العزيز عن مقعد الوزارة ، تاركا خلفه ارث ثقيل ، كان من بينه أزمة مقر الكاف المشتعلة ، وأمور أخرى كثيرة ، كان منها الثغرات فى قانون الرياضة الجديد ، وإهدار حقوق مصر الرياضية فى اماكن كثيرة ، الى جانب تركه لغضب مصحوب بالسخط ، كان يعم الشباب فى فترة ولايته ، لعدم قدرته على خلق لغة حوار حضارى ، فازدادت نشاطات روابط المشجعين الدموية أمثال الاولتراس والوايت نايتس .. المهم رحل خالد عبد العزيز الذى كان يهئ للناس مع كل طلعة شمس أنه خالد فى منصبه لعلاقته القوية بالرئيس السيسى وهو ما أثبتت الأيام أنه كان مجرد وهم يصدره المقربين منه لوضع الرهبة فى قلوبهم !!

المصرى الأصيل يظهر :

وجاء د.اشرف صبحى” المصرى الأصيل ” ، ونظيف اليد والروح وزيرا للشباب والرياضة ، بفكر متحضر ومختلف محملا بتجارب واعية ، وأهداف وطنية ، وعندما فتح ملف مقر الكاف ، وجده كله عذاب وألم ، لدرجة أنه جاء فى وقت تزامن مع ترديد نغمة قوية ، بأن المقر سيتم نقله لا محالة إلى داكار العاصمة السنغالية ، وعزز هذه النغمة التشاؤمية آنذاك ، قدوم السنغالية الخطيرة فاطمة سامورة سكرتير عام الفيفا ، لتولى ملف الإشراف على الكاف إداريا وماليا ، وهنا زادت ونشطت نغمة نقل مقر الكاف من القاهرة إلى داكار ، وسط ترقب مصرى مدروس و غير مسبوق ، لأن نقل مقر الكاف كان سيكون بمثابة ضربة موجعة لمصر وللمصريين بعد وجوده هنا شامخا لأكثر من نصف قرن .

.. وأبوريدة يدعم ويساند :

بذكاء ودهاء وحكمة ، تعامل د.اشرف صبحى مع الملف الشائك ، واستعان بنظرية قائده البارع والماهر عبد الفتاح السيسى ، فى فك طلاسم القضية الكروية الأفريقية المتشابكة ، وتأكد أن الأمور تحتاج لوقت وجهد مضاعف وتنظيم دقيق ، وعلاقات متينة ، واستعان برجال عظماء ، لهم تاريخ وباع فى الملعب الأفريقى الكروى منهم المعلوم لنا أمثال المهندس هانى أبوريدة عضو المكتب التنفيذى للفيفا ، ومنهم مالم يخرج اسمه للنور ، وأفضل الاحتفاظ به لربما تحتاجه مصر فى معارك كروية قارية قريبا .

بدأ اشرف صبحى مخططه للاحتفاظ بمقر الكاف لما يحمله المقر من كبرياء مصرى ، واستعان فى مستهل مشواره الصعب والذى كان ممتلئا بالمسامير والعقبات .

فى معركة الكرامة ، بالبحث والتنقيب ، وكانت البداية نجاح مصرى باستضافة ثلاثة مناسبات إفريقية كروية ، بدأت بتنظيم كأس الأمم الأفريقية للكبار ، ثم أمم افريقيا دون ٢٣ سنة ، واختتمت بحفل أوسكار الافضل فى الغردقة ، وكان النجاح المبهر شعار مصر الرياضية فى الأحداث الثلاثة التاريخية، بعدما صفق لنا العالم على روعة التنظيم والضيافة ، وجاءت الاشادات بكل لغات الدنيا ، لتعود مصر إلى مكانتها وريادتها ، بعدما أكدت لكل الدنيا أنها تمتلك رئيسا عبقرى ، وأجهزة ومؤسسات قومية متميزة ، ورجال على قدر المسئولية والأحداث الكبرى .

ترويض الظاهرة انفانتينو :

وعلى هامش الأحداث الكروية الثلاثة ، ويزوغ نجم مصر فى تنظيم الثلاثية التاريخية ، غاص د.أشرف صبحى فى تفاصيل التفاصيل ، وحول السويسري الظاهرة انفانتينو رئيس الفيفا ، وقيادات الكاف احمد احمد وسامورة واحمد ولد يحيى إلى أصدقاء وأحباء ومدافعين عن القضية المصرية ، ومع استشعاره بنضج العلاقة بينهم ، بدأ التنفيذ والتفاوض بلقاء سرى عقده مع انفانتينو فى إحدى البواخر النيلية، وعلى ضفاف النيل أبدى انفانتينو مرونة واضحة فى مساعدة مصر ىلحفاظ على بقاء مقر الكاف فيما وصف بمعركة القرن الأفريقية .

..واحمد احمد يوافق :

ومن جلسة انفانتينو إلى لقاءات مكثفة وصل عددها إلى ٥ لقاءات عقدها د.أشرف صبحى مع احمد احمد ومسئولين آخرين بافريقيا، تم خلالها انتزاع ما يمكن وصفه باتفاقية بقاء مقر الكاف فى مصر ، لمدة ١٠ سنوات قادمة وتجدد تلقائيا ، وعزز د.اشرف صبحى موافقات الكاف بحالة رضا ومباركة من سامورة السنغالية التى جعلها صبحى تبادر فى لقاءاتها مع الأفارقة المؤثرين فى صناعة قرار الكاف بضرورة بقاء المقر هنا فى قاهرة المعز ومصر الحب والحضن الدافئ لأفريقيا .

مدبولى ولقاء الحصاد :

وامس الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٠ كانت جلسة الحصاد وجنى الثمار ، التى تم بثها على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام المصرية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية ، ليسجل د.اشرف صبحى “المصرى الأصيل ” فى حضرة وحضور د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الذى كان داعما ومساندا ومباركا لكل خطواته ، اكبر انتصار مصرى كروى قارى بتوقيع اتفاقية بقاء مقر الكاف فى مصر بنظرية السيسى ..مبروك لمصر بقاء مقر الكاف ، وتحية خاصة الى الوزير والمصرى الأصيل د.اشرف صبحى ، وكل الشكر للدولة المصرية الداعمة لأبنائها الوطنيين تحت قيادة الرئيس السيسى ، ومن خلفه الحكومة الرشيدة برئاسة د.مصطفى مدبولى .

عن رضا خليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37