أخبار عاجلة
بيتسو موسيماني المدير الفني للأهلي

موسيماني المحارب الذى قهر الطبيعة

تقرير: شهاب طارق

“إمنحوني الوقت والدعم، وسأصعد بالفريق إلى أعلى الدرجات”، تلك هي عبارة المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني الأولى لجماهير الأهلي عندما أعلنت إدارة القلعة الحمراء تولى موسيماني تدريب الفريق خلفا للسويسري رينيه فايلر.

وبعد موسم شاق وطويل، حقق الأهلي كافة أهدافه على الرغم مما عاناه من مفاجآت وصعوبات في وقت صعب بعد بداية رائعة لموسم لم يكن متوقع أن يستمر هذه المدة، لكن الطبيعة كان لها رأي آخر.

وقد تسبب إنتشار فيروس كورونا في ضرب إستقرار المارد الأحمر في كان يستمتع بأداء الأهلي مع فايلر، وبالرغم من خسارة بطولة واحدة، وهي بطولة كأس السوبر المصري في دولة الإمارات، لكن الفريق يقدم أداء ونتائج متميزة على المستوى المحلي والإفريقي.

وبعد إستئناف النشاط الكروي في مصر، كان هناك حالة من الجدل تحيط بالفريق بعد أزمة حسام عاشور لاعب الأهلي الشهيرة وكذلك الطريقة التي رحل بها رمضان صبحي عن الأحمر وعدم إستكماله للموسم، لكن الأزمة الأبرز كانت تتعلق بما يدور في رأس مدرب الفريق السابق رينيه فايلر منذ عودته من إجازته القصيرة.

وتحدث محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي عن الفترة الأخيرة لفايلر قائلا: “من بعد كورونا، شعر اللاعبون أن هناك تغير في طريقة فايلر، المعاملة والطريقة، أمور كان يفعلها لم يعد يقوم بها، شعروا أنه يريد الرحيل، لم يعد مهتما”.

وفي الأول من أكتوبر الماضي في هذا العام 2020، دخل المارد الأحمر مرحلة جديدة في تاريخ الإدارة الفنية للفريق عندما تم الكشف عن إختيار الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني مديرا فنيا للفريق، في سابقة هي الأولى أن يستعين الشياطين الحمر بمدرب أجنبي من داخل قارة إفريقيا.

أي مدرب جديد يتولى تدريب أي فريق يحتاج للوقت لدراسة القائمة والإحتياجات والوقوف على نقاط القوة والضعف، لكن أنت هنا تجلب مدربا وتطالبه بأهداف قصيرة المدى تتعلق بالفوز بأكبر بطولة للأندية، وإستعادة لقب بطولة كأس مصر.

في الأهلي أي شخص يتمتع بشعبية كبيرة ويستفيد ماديا ومعنويا، لذلك عندما تعمل في القلعة الحمراء، فعليك أن تدرك أن حياتك ستختلف، ما كنت تجده من مساحة وقت في أي نادي آخر لن تجده في الأهلي، لأن تلك هي طبيعته وطبيعة جمهوره كأي نادي كبير في عالم الساحرة المستديرة.

وجاء موسيماني من جنوب إفريقيا ليحارب الطبيعة مع النادي الأهلي، يحارب أزمات بشأن فيروس كورونا ضربت بعض نجوم الفريق قبل النهائي الإفريقي.

ويحارب موسيماني “الإستثناء” والذي هو طبيعة في الدوري المصري فيما يتعلق بجدول مزدحم للغاية، بالإضافة إلى قائمة رحل عنها عدد من اللاعبين، إصابات وأحلام وضغوط من كل جانب، فهناك “أهداف يجب أن تتحقق”.

ويعد الأهلي بيئة جيدة لأي شخص يتطلع إلى النجاح، الأمور ليست معقدة إذا كنت تمتلك الموهبة والحماس والإرادة، عندما تمنح الشياطين الحمر كل ما لديك ستجد نفسك تحقق الهدف تلو الآخر وتصل إلى أشياء ربما لم تكن تحلم بها يوما ما.

ويعد سلاح بيتسو موسيماني الأبرز للتغلب على الطبيعة وهو يتعلق بمعرفته وخبراته في القارة الإفريقية ودراسته للأهلي أكثر من مرة عندما لعب أمامه، رسالته للاعبين كانت متعلقة بقيمة ما هم فيه وكيف تعمل لهم أندية القارة “ألف حساب“.

هناك تطور فني ظهر على المارد الأحمر، حيث قام بتقليل الأخطاء وخلق دوافع جديدة، إستعان موسيماني بكل لاعب في مركزه، ولم يقوم بتغيير شامل من الممكن أن يضر قبل أن ينفع، لذلك تقدم الأهلي خطوة تلو الأخرى نحو أهدافه، ليحصد الفريق ثمار ما زرعه ب”الثلاثية التاريخية” ألقاب الدوري الممتاز ودوري أبطال إفريقيا وكأس مصر.

ظهر الشياطين الحمر بأداء ليس جيدا أمام كل من الإتحاد السكندري في الدور نصف النهائي من كأس مصر وأمام طلائع الجيش في المباراة النهائية، وكانت هناك أخطاء بسيطة وبعض التفاصيل كادت أن تكلف الفريق اللقب المحلي، إلا أن هناك ما يبرر ظهور الأهلي بهذه الحالة الفنية، قد تكون مقبولة في الوقت الحالي، لكن في الأهلي ليس هناك مجال لكثرة المبررات.

وتوج الأهلي بطلا لدوري أبطال إفريقيا يوم الجمعة 27 نوفمبر الماضي، بعد الفوز على الزمالك في المباراة النهائية بهدفين لهدف، ولم يتدرب بعد ذلك سوى مرة واحدة قبل مواجهة الإتحاد السكندري بكأس مصر، لكن حسم المارد الأحمر مباراة الإتحاد بجمل فنية كانت واضحة في الكرات الثابتة ساهمت في التأهل إلى نهائي الكأس.

ليس طبيعيا أن تلعب هذا الكم من المباريات، في وقت قليل جدا ويكون هناك فوزا بأداء مثالي، هناك إجهاد بدني وذهني وعصبي، فلا وقت لتصحيح الأخطاء، لكن هناك عمل وجهد قام به الجهاز الفني من أجل أن يظل الفريق “واقفا على أقدامه” ولا يتساقط نجومه أرضا.

والخطأ الوحيد الذي إرتكبه موسيماني في نهائي الكأس أمام طلائع الجيش هو تأخره في إجراء التغييرات من أجل ضخ دماء جديدة في الملعب، وتظل ظاهرة عدم إستغلال الفرص هي الأبرز والأزمة التي يجب أن يجد لها موسيماني حلا، فمن الممكن أن تضيع مباراة بسبب فرصة، وفي القلعة الحمراء الفرصة من ذهب.

لم يظهر الأهلي فنيا بشكل مثالي أمام طلائع الجيش “الخصم العنيد” الذي تولى قيادته طارق العشري الذي يتمتع بخبرات في الكرة المصرية والنهائيات، لكن هناك ما يشفع للأهلي ذلك في هذه الفترة، فالفريق يريد “الوقت” لكن لا يوجد وقت، فالطبيعة جعلت الحياة إستثنائية، وعلى بيتسو موسيماني أن يجد طرقا إستثنائية من أجل محاربة الطبيعة.

وبكل الحسابات، حقق موسيماني الأهداف، لم يخسر أي مباراة في دوري “تم حسمه”، ثم قاد الشياطين الحمر للفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب غريمه الزمالك، كما قاد الفريق للتتويج بلقب كأس مصر بعد التغلب على طلائع الجيش بركلات الترجيح (3-2) بعد إنتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بين الفريقين بهدف لمثله، وهو اللقب الغائب عن الأهلي منذ 2017، ويمتلك الفريق “الثلاثية التاريخية” ، والفرصة أمامه لتحقيق بطولتي كأس السوبر الإفريقي وكأس السوبر المصري، بالإضافة إلى تحقيق مجد آخر في كأس العالم للأندية.

عن shehab shehab

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37