ان تاريخ الحياة مؤسف ؛ منذ أن هبط آدم وبنوه على الأرض، ثم بعد أن شب بهم الزمن ، واطرد العمران وتشعبت الحضارات وأدبرت أجيال ، وأقبلت على أنقاضها أخري ؛ منذ ذلك الحين السحيق ، والناس أخلاط متنافرون ؛ لا تستقيم بهم السبل يوما إلا شردت أياما ، ولا يشيمون بوارق الحق حينا ، إلا اطبقت عليهم ظلمات الباطل أحيان !!
ووسطنا الرياضي صار يعج فى هذه الأيام بمجموعة من الوثنيين الذين يحاولون دوما وابدا أن يزييفون التاريخ عن عمد ؛ رغم أنهم على يقين بأن الذين يزييفون التاريخ يعلقون لأنفسهم المشانق !!
والوثنية الرياضية هوان يأتي من داخل النفس الأمارة بالسوء ، فيؤله صاحبها من مصالحه الشخصية ، ويجعلها فوق كل واى اعتبار ، ومن شدة حرصه على مصلحته الشخصية تشعر بأنه شخص ممن يحملون لواء الوثنية القذرة التي يفرض فيها المرء الممسوخ مصالحه على البيئة التى يحيا فيها ، فيؤله من جمادها وحيواناتها البشرية ما يشاء فى سبيل تحقيق مصالحه الذاتية لا يشغله ظلم انسان أو قذف آخرين بصفات ليست فيهم !!
ومع كثرت الجحود ونكران الجميل وندرة الوفاء تتعاظم قيمة الشرفاء واصحاب الصفات النبيلة والجميلة ممن كافحوا وصمدوا وصعدوا قمة جبل النجاح حتى صاروا يستحقون الوقوف مع العظماء والمبدعين والعباقرة فى أول الصفوف !!
ولذلك لم أتعجب أمس الجمعة الموافق ١٤ أغسطس ٢٠٢٠ وأنا أتابع عظمة احتفال الفيفا الاب الشرعي والحاكم لكرة القدم فى العالم بيوم ميلاد الفرعون المصري المهندس هاني أبوريدة عضو الهيئة العليا للمكتب التنفيذى بالاتحاد الدولى وهو نفس ما فعله الكاف بيت الكرة فى القارة الأفريقية احتفالا بالفرعون المصري العظيم .
ولم أندهش لمكالمات هاتفية تلقاها هاني أبوريدة فى يوم ميلاده من عظماء ورموز اللعبة فى العالم على رأسهم السويسري انفانتينو رئيس الفيفا واحمد احمد رئيس الكاف وغيرهم من رؤساء الاتحادات الأهلية فى قارات العالم الستة ممن اضاءوا شموع هاني أبوريدة فى يوم ميلاده !!
وسر عدم اندهاشى هو علمى المسبق بقيمة ومكانة هاني أبوريدة فى قلوب رموز الكرة العالمية بعدما نجح طيلة أكثر من ٣٠ عاما فى التواجد ضمن صناع القرارات فى كل المناسبات الكروية العالمية الكبرى حتى استقر به المطاف بوجوده ضمن الثمانية العظماء الذين يحكمون ويتحكمون فى مقاليد الكرة فى كل الدنيا وهو اتحاد الايفاب IFAB
وانا شخصيا أشعر بفخر كلما وجدت مصريا يتألق خارج الحدود فما بالك اذا كان المصري أسطورة وقلعة خارج الحدود ، بنيانها الشرف والنزاهة والامانة وعمرها التاريخ الحافل بسنوات جد واجتهاد وعطاء وشعارها مصر فوق الجميع .
أشعر وانا اتابع كل مصري عظيم ؛ بفخر كبير ، ومثلما يصعب تكرار محمد صلاح أو ميسي أو رونالدو أو مارادونا فى كرة القدم بعد قرن من الزمان ، فإنه يصعب أيضا أن نكرر الظاهرة هانى أبوريدة بعد قرن من الزمان على الصعيد الادارى الكروي .
هاني أبوريدة أسطورة وهرم مصر وهذه حقيقة يشهد بها العالم؛ ولا عزاء لحملة الوثنية الرياضية ومن على شاكلتهم من المأجورين والمصلحجية ممن يغيرون على الأساطير والشرفاء ليس كما يغير النحل على أزهار الربيع بل كما تغير الديدان وأسراب الجراد على الحدائق الغناء ؛ فتحيلها قاعا بلقعا ؛ فهى إذا أفسدت ما تركت لم تصلح ما أخذت ؛ولئن كان ما أخذته خيرا قبل أن تتصل به ، فقد أصبح شرا بعدما تحول فى جوفها إلى سموم !!
كل رجل عظيم من اشباه أبوريدة فى بلادنا بمختلف المجالات ؛ هو ثروة قومية ، وهو احتياطي من الذهب أو الماس أو الأحجار الكريمة ..كل واحد من أمثال هاني أبوريدة أومحمد صلاح أوغيرهما من العظماء هو ثروة قومية يجب أن نحرسها ونحافظ عليها ونحميها من الديدان البشرية وجراد الوثنيين الرياضيين !!
شموع هاني أبوريدة التى اضاءها قيادات ورموز ومشاهير الفيفا والكاف وكرة القدم فى العالم فى يوم ميلاد أبوريدة ؛ ما هى الا تجسيد لتاريخ رجل مصري وطنى نشأ وتربي وترعرع فى أسرة وطنية عسكرية فهو شقيق الجنرال الشهير سعد أبوريدة وله مواقف وطنية لا ينكرها إلا جاحد .
والتاريخ سيظل يذكر لهاني أبوريدة إنه كان مهندس وطنى لكل البطولات الكبرى التى استضافتها مصر بداية من أفريقيا ٢٠٠٦ ومرورا بمونديال الشباب فى ٢٠٠٩
ووصولا إلى الثلاثية القارية الرائعة فى ٢٠١٩ التى تألقت فيها مصر الرياضية بدعم من الرئيس السيسي وأجهزة الدولة الوطنية والحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفي مدبولى رئيس الوزراء وطبعا د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وكبير العائلة الرياضية فى تنظيم بطولتى أفريقيا للكبار والشباب وأوسكار احسن لاعب افريقي وقريبا مونديال ٢٠٣٠ باذن الله .
مصر العظيمة بقياداتها ومؤسساتها لا تنسي أى رجل شريف من أبنائها الذين خدموا بلادهم وافنوا حياتهم من أجل رفع علم مصر عاليا فى كل المياديين وهانى أبوريدة واحد من هؤلاء العظماء فى تاريخ كرة القدم العالمية !!
رجالنا الكفاءات الأشراف هم ثروة بلادنا وهم ذهبها وماسها وجواهرها الثمينة ، نزهو بهم ، ونفخر بهم ، ولا يجوز أن نتركهم للكلاب تنهشهم ، ولا يصح أن نتركهم إلى الديدان البشرية أو الى حملة الوثنية الرياضية تلوث اسماءهم ، لأن الثروات لا تلقي فى التراب !!
عيد ميلاد سعيد يا باشمهندس هاني أبوريدة ومتعك الله بالصحة والعافية ؛ والى مزيد من التألق والنجاح ؛ فانت فخر للمصريين والعرب والافارقة ولكل أحبابك و أصدقاءك وانا واحد منهم .