العب كورة اكبر موقع رياضي في الشرق الاوسط
شهاب طارق
وجد النجم السنغالي ساديو ماني نجم ليفربول نفسه وحيدا في مصر عقب تتويجه بجائزة الأفضل في إفريقيا لعام 2019، في الحفل الذي أقامه الكاف الثلاثاء الماضي، في مدينة الغردقة، وذلك بعد أن إعتذر أو بالأحرى فضل كل من محمد صلاح ورياض محرز المرشحين الآخرين لحصد الجائزة الغياب عن الحفل بعد علمهما بفوز ماني مسبقا.
غياب صلاح ومحرز، أثار غضب المهتمين بالشأن الكروي في إفريقيا، وكذلك وسائل الإعلام في مصر، إلا أنه لم يؤثر على معنويات النجم السنغالي، الذي ظهر مسرورا وسعيدا، عند صعوده لمنصة التتويج، خلال تسلمه الجائزة، التي طالما حلم بالظفر بها.
وعلى قدر ما أثار غياب صلاح ومحرز غضب الجماهير العربية والإفريقية، واللجنة المنظمة ووسائل الإعلام، حصل ماني على تعاطف الجماهير ونال محبتهم بمختلف أطيافهم وألوانهم وإنتماءاتهم.
ظهر هذا التعاطف مع ماني بشكل واضح من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، فقد أبرز بعض رواد مواقع التواصل التعامل الرائع والسلوك الراقي للنجم السنغالي، حين واجه قبل سنوات موقفا مماثلا للذي وضعه فيه كل من محمد صلاح ورياض محرز أول أمس الثلاثاء.
وإنتشرت صور لماني على نطاق واسع تعود إلى عام 2016، وهو يصافح ويعانق محرز في حفل تتويج اللاعب الجزائري بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا، حيث حل ماني آنذاك ثالثا، وكان على علم حينها أنه لن يحصل على الجائزة لكنه حرص على حضور الحفل.
وفي فيديو ثان، إنتشر مثل النار في الهشيم، ظهر فيه ماني وهو يشارك في فقرة رقص مع محمد صلاح الذي نال جائزة الأفضل في القارة السمراء ل2018، على حساب النجم السنغالي وفي عقر داره.
ومع الصور المنتشرة وردود الأفعال “القاسية” في حق صلاح ومحرز، إلتمست فئة من الجماهير العذر لمحرز، بحكم أن لديه حجة وذريعة لغيابه عن الحفل، وهي تزامن حفل الكاف مع مباراة ناديه مانشستر سيتي أمام مانشستر يونايتد في الدور نصف النهائي من كأس الرابطة الإنجليزية، لكن ذلك لم يمنع بعض الجماهير الأخرى من أن تتساءل: “ماذا لو كان محرز هو الفائز بالجائزة؟”، “ماذا لو لم يسرب إسم الفائز؟”، “هل كان محرز سيغيب حينها أم سيجد عذرا لإعفائه من خوض المباراة؟”.
على جانب آخر، وعلى عكس جناح مانشستر سيتي، لم يكن لدى محمد صلاح أية إرتباطات رياضية، أو سبب للغياب، لكن مبررات غيابه عن الحفل وجدت، فهناك من رأى أن غيابه منطقيا وحتى متوقعا، على إعتبار أن صلاح يخشى أن يتم إستغلاله إعلانيا ودعائيا في مصر، لتضارب المصالح ولشدة المنافسة بين الشركة الراعية للإتحاد المصري لكرة القدم والشركة المتعاقدة مع صلاح، ولكن إذا فرض جدلا أن صلاح كان سيفوز بالجائزة لو كان متواجدا في الحفل، لا كانت هذه المشكلة قد طرحت أساسا!.
تصرف النجمين العربيين محمد صلاح ومحرز تصرف متخاذل ومرفوض، لكنه لن ينتقص شيئا من قيمة اللاعبين فنيا ومهاريا، ولن يؤثر على عزيمتهما في مواصلة التألق في الملاعب الأوروبية، لكن على مستوى القاعدة الجماهيرية والشعبية، من الممكن أن يفقدان نقاطا لصالح ماني ، وعلى الأقل، على المستوى الإفريقي والعربي.
