أخبار عاجلة

حسام حسن والحشاشين .. قصة تجسد الواقع المؤلم للكرة المصرية

بقلم : محمد أبو العنبن

صنع المجرم ” حسن الصباح ” مؤسس جماعة الحشاشين فلسفته الكاملة في صناعة ” الوهم ” لكسب المريدين والمؤيدين والمدافعين عن أفكاره عبر ” تقديم الجنة الوهمية ” من عشب يسلب العقول وجميلات يخطفن القلوب وأنهار تخطف الأنظار..

وظلت سيرة حسن الصباح غير معروفة للكثير من المصريين إلى سنوات قليلة ماضية حتى ظهر ” الفنان عابد فهد ” مقدما حسن الصباح في سمرقند ، مرورا بحلقة أذاعها اليوتيوبر الدحيح، ونهاية بمسلسل ” الحشاشين ” من بطولة كريم عبدالعزيز ..

كرة القدم لا تقل عن الحشاشين .. وكانوا يطلقون على كرة القدم ” أفيون الشعوب ” .. وهي بالفعل كذلك
الفوز فيها يمنح المشجع ” مخدرا سعيدا يسري في دمائه ينسى معه كل صعوبات الحياة” وغالبا ما يكون فوز ناديه أو منتخب بلاده انتصارا هاما ومصيريا في حياته يعوض به خيبات شخصية..

ومن الظلم أن يكون حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر في نظر البعض ” حسن الصباح ” الكرة المصرية والمدرب القادر على بيع ” الأوهام ” في ولاية قد تنتهي مبكرا ويتمنى الجمهور استمرارها لسنوات مقبلة ..

نعم خسر حسام حسن من كرواتيا 2-4 ولم يقدم العرض المنتظر، ونعم يعاني حسام حسن من أزمة مع نجم يرى نفسه فوق الجميع، ونعم يواجه حسام حسن تحديا بسبب ضعف الثقة في المدرب الوطني ولكن حسام حسن ليس ” حسن الصباح “
لكي يبيع لك الوهم
الوهم نفسه له امكانيات مطلوبة

فأين اللاعب الدولي وأين الدوري القوي وأين قطاع الناشئين ..
كرة القدم في مصر تواجه مشاكل صريحة تحولت إلى سرطان يتطلب استئصاله عبر جراح عالمي .. ومنها على سبيل المثال

أولا .. مصر تواجه مشكلة كبيرة في عالم صناعة الوجوه الشابة والمواهب الصغيرة، فالمنتخبات الوطنية من الناشئين إلى الأوليمبي لم تقدم لاعبا دوليا سوبر على غرار أجيال سابقة لا تنسى ” تذكر نهضة الدهشوري حرب في التسعينيات ومطلع الألفية “.

ثانيا .. مصر تواجه مشكلة كبيرة في عملية إدارة مسابقة الدوري المصري الممتاز، الذي يكفى أن تنظر إلى جدول ترتيب مبارياته الأن لتضحك من كثرة المؤجلات ووجود الأهلي والزمالك خارج المنافسة ” مؤقتا طبعا ” وأنت لا تعلم متى يبدأ الدوري وينتهي.

ثالثا .. مصر تواجه مشكلة كبيرة في عملية صناعة هيكل منتخبها الأول الذي يعتمد منذ 12 عاما على لاعب واحد هو محمد صلاح المحترف في ليفربول الذي صعد بالمنتخب لمونديال 2018 وبلوغ نهائي أمم إفريقيا مرتين ولاعب واحد لا يكفي لتحقيق الانجاز.

رابعا .. مصر تواجه مشكلة كبيرة في سيطرة لغة المال على المنتخب وهي كارثة الكوارث التي كانت تستحق اقالة مسئول مهما كانت العقوبات خرج ليقول قبل أمم إفريقيا ” اتفقنا مع لاعبي المنتخب على بنود اللائحة المالية ” ودفعنا ثمنها في أمم إفريقيا.

خامسا .. مصر تواجه مشكلة كبيرة في هوية منتخبها ومن يقوده، فاتحاد الكرة منذ سنوات لا يمثل بالنسبة إلى الرأي العام سوى واجهة وهمية يظهر عند توقيع العقود فقط فلم يجرى محاسبة مثلا المسئول عن عقد روي فيتوريا وأيضا سداد فاتورة اخفاق كأس الأمم الإفريقية وكان آخر حساب حقيقي شهدته الكرة تحديدا عند استقالة مجلس هاني أبوريدة في 2019 وهو آخر مجلس دفع فاتورة ” الفشل “.

لكي ينجح حسام حسن في منتخب مصر عليه أن يكون صريحا مع نفسه وشجاعا في قراراته ولا يسمح لأحد ” كسر شخصيته” والأهم من ذلك أن يقود منتخب مصر مدربا بروح حسام حسن اللاعب.
في عصر محمود الجوهري ومن بعده حسن شحاتة .. كان الانتماء أولا والأخلاق الحميدة ثانيا وأخيرا الجانب الفني وصناعة المواهب كلمة السر في انجازات تاريخية ..

ولنا في حديث آخر الإجابة الشاملة عن السؤال
كيف ينجح حسام حسن مع منتخب مصر.؟؟
وأخيرا .. البكاء أثناء النشيد الوطني ليس ” تمثيلا “
هناك فعلا من يحب ” بلده “

عن العب كوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://www.high-endrolex.com/37